الغزل العذري هو أن يكتفي الشاعر بالتغزل بامرأة واحدة ، وأما
الحضري فهو يتغزل بأكثر من واحدة ؟
ولكن ....
من هم الشعراء العذريون ؟؟
وما سبب هذه التسمية ؟؟
هل هي نسبة إلى قبيلة عذرة ، أم أن التسمية مشتقة من شيء آخر ؟
علما بأنني أقرأ أن قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ) يسمى شاعرا عذريا وهو ليس من قبيلة عذرة ...
فما التفسير الواضح لتلك التسمية ؟؟؟
فالشعراء العذريون هم من يتطرقون في غزلهم لألم الفراق والبعد
عليهم ولا يتطرقون في غزلهم لأوصاف جسد المرأة
نسبة لقبيلة عذرة حتى لو لم يكن الشاعر من قبيلة عذرة
نتفق على أن أوصافهم :
1_ يتشبثون بإمرأة واحدة . فكل واحد عرف بمحبوبته وربما
نسب إليها .
2_ غزلهم عفيف ، ليس فيه مجون ولا ذكر لمفاتن المرأة .
3_ يذكرون فيه ألم الفراق وشكوى البعد وطول السهر .
وأجبت على بعض التساؤل بأن التسمية هي نسبة لقبيلة عذرة
ولكن التسائل الأهم لماذا نسبوا لهذه القبيلة ؟؟ ما هو السر في
نسبتهم إلى هذه القبيلة وهم ليسوا منها ؟؟
نعم ...كل الذين نعرفهم ليسوا منها :
مثل عروة بن حزام ، محنون ليلى ، قيس لبنى ، جميل بثينة ،
عبد الله بن الدمينة ..
أن أول الشعراء الذين يطلق عليهم (العذريون ) كان من قبيلة
عذرة وهو عروة بن حزام العذري .المتوفى 30 هــ
ثم توالى الشعراء اللذين مشوا على نسقه من قبائل أخرى كقيس
بن ذريح ، وقيس بن الملوح العامري، وتوبة بن الحمير ،
وجميل بن معمر العذري .....
قال سعيد بن عقبة لأعرابي : ممن أنت ؟ قال الأعرابي : من قوم
إذا عشقوا ماتوا قال : عذري ورب الكعبة فقلت ومم ذاك ؟ قال :
في نسائنا صباحة وفي رجالنا عفة .
وعن سفيان بن زياد قال : قلت لامرأة من بني عذرة ورأيت بها
هوى غالبا حتى خفت عليها الموت : ما بال العشق يقتلكم معاشر
عذرة من بين أحياء العرب؟
قالت : إن فينا جمالا وتعففا ... فالجمال يحملنا على العفاف
والعفاف يورثنا رقة القلوب والعشق يفني آجالنا وإنا نرى محاجر
لا ترونها .
وعن التوزي قال : سمعت أبا عبيدة يقول : قال رجل من بني
فزارة لرجل من بني عذرة : تعدون موتكم من الحب مزية وإنما
ذلك من ضعف البنية ووهن العقدة وضيق الروية !
فقال العذري : أما إنكم لو رأيتم المحاجر البلج ترشق الأعين
الدلج من فوقها الحواجب الزج والشفاه السمر تفتر عن الثنايا
الغر كأنها سرد الدر لجعلتموها اللات والعزى ورفعتم الإسلام
وراء ظهوركم .