نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام03 الجمعة يوليو 31, 2009 5:26 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نماذج واقعية للتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام نظراً إلى أن التنشئة الاجتماعية تجري بصفة مباشرة وغير مباشرة، ولأن طبيعة التفاعل مع وسائل الإعلام أصبحت من الموضوعات التي تشكل محوراً هاماً في عملية التنشئة، يجري عرض عدد من النماذج لتفاعل واعٍ مع هذه الوسائل، بالتركيز على بعض أهم خصائص الأسرة، والوضع الاجتماعي والاقتصادي للوالدة، وطبيعة العلاقات بين الوالدين، وطبيعة العلاقات مع الأولاد، ثم إتاحة المجال للأم أن تصف كيف أمكنها أن تجنب أولادها التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام النموذج الأول :أسرة تتكون من ثمانية أشخاص أولادها جميعاً متفوقون دراسياً ويلتزمون بأداء الصلوات في أوقاتها وكذلك الفرائض وبعض أنواع العبادات التطوعية، وهي بدخل متوسط ويعمل الوالدان في مهن تعتبر عليا، العلاقات بين الوالدين مستقرة، ورغم وجود مجالات لاختلاف المعايير بين الوالدين إلا أنهما يقدمان مصلحة الأولاد ويهتمان لمشاعر الرضا عندهم، كما يستشيرانهم، ويستخدمان أساليب متنوعة في تربيتهم تتضمن القصص، والقدوة والأمثال، والتوجيه والوعظ. أفادت الأم بأن التلفاز وكذلك إمكانات استخدام الانترنت لا توجد إلا في غرفة المعيشة المشتركة ورغم أنه يتضمن العديد من القنوات الفضائية إلا أن جهاز التحكم يستخدم لتغيير القناة عند ظهور مشاهد لا يقرها الدين والعرف. وهذا الجهاز غالباً ما يكون في يد أحد الأبناء أو البنات، مع منع ظهور القنوات المخالفة بصفة مستمرة للأحكام الثقافية في المجتمع. وخلال ظهور بعض اللقطات أو المشاهد المخالفة للأحكام الثقافية يجري التعليق والتفسير من الأم بما يعبر عن رفض واستنكار ما يجري عرضه، ويذكر بأن معظم ما يشاهد يخالف الواقع وأنه عرض لحالات شاذة أو من نسيج الخيال لجذب الانتباه واستقطاب المشاهدين. وقد لوحظ أن الوالدة مانعت دخول قنوات فضائية كثيرة، إلا أن الوالد أصر على ذلك استجابة لرغبات الأولاد، وتعتبر الأم أكثر حزماً فيما يختص بالمعايير الاجتماعية، حيث تحرص على استنكار ما يتعارض مع الأحكام الثقافية والدينية، وتقدم العديد من الأمثال والقصص للأولاد من أجل تذكيرهم بأهمية الالتزام بأحكام الدين والمجتمع، كما يحدد الوالد الوقت المتاح للأولاد لمشاهدة التلفاز، ويهتم الوالدان بمتابعة الأخبار والبرامج الثقافية. كما أنهما لم يوفرا للأولاد خدمة الانترنت إلا بعد التحاقهم بالجامعة ومن أجل أداء الواجبات المطلوبة. النموذج الثاني:أسرة تتكون من سبعة أشخاص، نشأ الوالدان في بيئة محافظة، جميع الأولاد متفوقون دراسياً، ويلتزمون بأداء الصلوات في المساجد، وكذلك الفرائض وأنواع من العبادات التطوعية، وهي بدخل متوسط ومهن تعتبر متوسطة، العلاقات بين الوالدين مستقرة ويتفقان في غالبية المجالات، يمارس الوالدان أساليب متنوعة في تربية الأولاد. وقد أفادت الأم بأن التلفاز يوضع فقط في غرفة المعيشة المشتركة، ورغم أنه مفتوح طوال فترة المساء قبل النوم إلا أن الوالدان هما المتحكمان غالباً بأداة التحكم، وقد تم منع بث القنوات المتخصصة في الأمور الشاذة والمخالفة للأحكام الدينية، وعند ظهور بعض المشاهد المخالفة للشريعة يجري تغيير القناة، كما يميل الوالدان إلى مشاهدة البرامج الدينية، والثقافية، ويخصص دائماً وقت للحوار، كما يساهم الأولاد في أعمال المنزل، حيث لا ترغب الأم في استقدام خادمة، ويهتم الوالدان بضبط أوقات النوم، ومشاهدة التلفاز، كما أنهما لم يوفرا للأولاد خدمة الانترنت إلا بعد التحاقهم بالجامعة ومن أجل أداء الواجبات المطلوبة. وليس مسموحاً انفصال أحد الأولاد عن أخيه وقت الترفيه ليقضيه مع الزملاء، كما يقضي الولدان أوقات الترفيه في آخر الأسبوع مع أولاد الخالة التي تتماثل إلى حد كبير ظروف تربيتها لأولادها مع ظروف تربية والدتهما لهما. النموذج الثالث:أسرة تتكون من خمسة أشخاص ومن وضع اجتماعي واقتصادي مرتفع نسبياً، أقاموا فترة طويلة في مجتمع غربي، والأولاد متفوقون دراسياً، يؤدون الصلوات في المساجد، ويحدد لهم الوالدان أوقات معينة لمشاهدة التلفاز وتترك لهم حرية المشاهدة أو الامتناع عنها في يوم من أيام الأسبوع، ويوجد التلفاز فقط في غرفة المعيشة، كما يهتم الوالدان بترفيه الأولاد والحوار المستمر معهم، ورغم وجود قنوات فضائية إلا أنها مضبوطة بمنع المخالف منها للأحكام الدينية، ولا يسمح الوالدان باستخدام أجهزة اللعب المعروفة بالبلاي ستيشن، بينما يمكنهم اللعب بها عندما يزورون الأقارب، ويسعى الوالدان لتحفيظ الأولاد القرآن الكريم في المدارس، ومن غير المسموح قضاء وقت الترفيه مع آخرين من خارج نطاق العائلة. وقد تم توفير خدمة الانترنت للأولاد في سن مبكرة إلا أن الأم لا تسمح أبداً بأن يخفي الأولاد الأرقام السرية للبريد الألكتروني عن الوالدين أو فيما بينهم، وقد عبرت الأم عن انزعاجها من تدخل الأهل في تربية الأولاد في أرض الوطن، حيث تقاوم بصعوبة مشاعر عدم الرضا عند الأبناء، ونصائح الأهل بالتساهل فيما يختص باقتناء عدد من وسائل الإعلام والأوقات المخصصة لتشغيلها | |
|
نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: رد: أثر الأسرة في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام03 الجمعة يوليو 31, 2009 5:30 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] النموذج الرابع: أسرة تتكون من ثمانية أشخاص، من بيئة محافظة والوالد كبير في السن وعاطل عن العمل و يعتمدون في دخل الأسرة على راتب أكبر البنات، وهم متفوقون دراسياً، ويؤدون الصلوات في أوقاتها، وقد لوحظ وجود قدر من الحزم والثبات في تربيتهم، ممزوجاً بعناية كبيرة باحتياجاتهم، ويستخدم الوالدان أساليب تربوية متعددة من أهمها: التشجيع وضرب الأمثال وسرد القصص بالإضافة إلى التوجيهات المباشرة والتزام الوالدين بأحكام الدين وأعراف المجتمع، ولديهم قنوات محلية فقط، كما يتوفر لهم لعبة البلاي ستيشن، ويساهمون في إنجاز أعمال المنزل، وقد تم توفير خدمة الانترنت لمتطلبات الدراسة الجامعية فقط، ولا يسمح لهم بالخروج إلى الشارع ومرافقة الزملاء خارج نطاق الدراسة. تحليل النماذج للتفاعل الواعي مع وسائل الإعلام:رغم ضآلة عدد النماذج التي تم عرضها باعتبارها تمثل تفاعلاً واعياً مع وسائل الإعلام إلا أنها تعكس وجود حرص واهتمام بمسألة تعرض الأولاد لوسائل الإعلام اختلفت أساليب الأسر والصعوبات التي تواجهها في تطبيقه، ولكنها تماثلت في استخدام وسائل تربوية متنوعة، كما جمعت الأمهات بين الحزم والعناية بحاجات الأولاد، ويجري منع اختلاط الأبناء بجماعة الرفاق من خارج نطاق العائلة خارج نطاق المدرسة. وهناك قدر من الاتفاق بين الوالدين فيما يختص بضبط تعرض الأولاد لوسائل الإعلام ويزيد الاهتمام به بين الأمهات عنه بين الآباء، ويتضمن ذلك مراقبة وضبط كل ما يمكن أن يؤثر في استقرار شخصيات الأولاد ونجاحهم. ويبدو أن منع الأولاد عن مرافقة أقرانهم خارج نطاق المدرسة يعمل على حمايتهم من نقل وتداول جماعة الرفاق (وهي من الجماعات الأكثر تأثيراً في مراحل معينة من العمر) لما يرونه من مشاهد،[8] ويمنع تعرض الأولاد بصفة غير مباشرة لرسائل إعلامية سلبية حرص الوالدان على تجنيب أولادهم تأثيرها. الاستنتاجات:استناداً إلى مفهوم التفاعل الواعي وبعد استعراض عدد من التحليلات والدراسات المتعلقة بطبيعة التفاعل مع وسائل الإعلام، وتقديم نماذج محدودة لأسر لم يتأثر أولادها بصفة سلبية بوسائل الإعلام قياساً على ارتفاع مستويات إنجازهم الأكاديمي، والتزامهم بواجبات وأحكام الدين تعين أن نحدد طبيعة التفاعل الواعي بين الأسرة ووسائل الإعلام من خلال تحديد بعض أهم خصائص هذا التفاعل، ويتضمن ذلك تحديداً لطبيعة الأوضاع والأساليب التي تستخدمها الأسرة وتتيح لنا أن نعتبر هذا النوع من الأسر متفاعلاً تفاعلاً إيجابياً واعياً مع وسائل الإعلام. | |
|