الدردشة أو"الشات" أضحت هوسا يلاحق المراهقين الراغبين في ربط علاقات عاطفية، وطالت حتى الكبار وشملت المتزوجين والعزاب على السواء مما جعل بعض الأولياء يعلنون حالة استنفار خوفا على أطفالهم،وخاصة الذين يستعملون شبكة الانترنيت بسهولة داخل بيوتهم من أن تنتقل إليهم العدوى في سن مبكرة وتجعلهم مدمنين وحينها لايستطيعون منها مهربا.
" الشات " فضاء مفتوح لكل من هب و دب لربط علاقات غرامية مع فتيات عبر الدردشة الصوتية ، و إقامة صداقات متنوعة غير أن هناك من يستغله في وجهة غير صحيحة
فترى عشرات الشبان والفتيات يسخرون كل مشاعرهم وأحاسيسهم نحو الحوار و الدردشة مع شباب من مختلف الجنسيات، غير أن بعضهم يذهب أبعد من ذلك عبر تبادل صور خليعة ورسوم غريبة، ومنهن من تبحث عن زوج عبر الشات في وقت أصبحت العنوسة آفة تنخر جسم المجتمع الجزائري، ومنهم من يبحث عن أصدقاء حقيقيين من جنسه وقلما تجد شخصا يدردش في مواضيع هامة.
و الإدمان على الدردشة ناتج عن الفراغ الذي تعيشه بعض الفئات الاجتماعية التي لم تجد غير هذه الوسيلة لتمضية وقتها ، غير أنها مقتنعة أن"الشات" آفة اجتماعية ينبغي النظر إليها بعين الموضوعية.
في حين يرى أصحاب هذه المقاهي أن المترددين على هذا الفضاء يشمل كذلك المتزوجين الذين يقبلون هم أيضا على هذه التقنية الجديدة من أجل البحث عن متعة كاذبة فيدردشون طوال الوقت مع نساء وأحيانا منهم من يضيع حقوق أسرته وأبنائه بسبب هذه الآفة.
وهناك من يتخذها مجالا لنشر الوعي بين الشباب، عن طريقة استعمالها للدردشة والدعوة إلى الله، ومخاطبة محدثيه من أجل العودة إلى الطريق المستقيم والابتعاد عن العادات القبيحة ومقاومة دعاة الشر والانحلال بالسلاح نفسه"
أن أغلب الشباب المدمنين على" الشات" يحسون بعد وقت طويل أنهم لم يجنوا سوى ضياع الوقت والمال، لأنهم كانوا ضحية دوافع عاطفية وخيالات رومانسية لاعلاقة لها بالثقافة والعلوم ولقد أصبح المجتمع أمام نوع جديد من المدمنين، الذين يحتاجون إلى جلسات علاجية تقيهم شرور"الشات".
ويبقى الحل هو تشديد الرقابة على مواقع الشات وقيام المعنيين بحملات توعية تحذر الشباب من عواقب تعاطيهم له وإدمانهم عليه،وتنبيه الأسر إلى وجوب العناية بالأبناء وتربيتهم درءا للمفاسد والانحراف.
وفي الأخير نأمل أن تستيقظ فينا الضمائر الحية وتعي الدور الذي يجب أن تقوم به من أجل الحفاظ على الشباب الجزائري من الضياع وحثه على الابتعاد عن العادات السيئة التي لا يجني منها إلا الضياع والانحراف.
مساهمة من / شمشار رمضان-الجزائر.