* ـ الحمد لله القائل في كتابه : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ، فالماء من أعظم ما امتن الله به على عباده ، حيث قال في كتابه ( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجاً فلولا تشكرون ) .
فإن هذا الماء المبارك هو أغلى ما تملكه البشرية لاستمرار حياتها بإذن الله ويدرك ذلك الناس كلهم كبيرهم ، وصغيرهم ، فالماء نعمة يجب شكر الله عليها ، فالماء لا يستطيع أن يستغني عنه الإنسان أو الحيوان أو النبات ، فلا شراب إلا بالماء ولا طعام إلا بالماء ولا نظافة إلا بالماء ولا دواء إلا بالماء ولا زراعة إلا بالماء ولا صناعة إلا بالماء ، فالماء لم تنقص قيمته سواء بتقدم البشرية أو بتأخرها ، بل قد زادت حتى صار الحديث متكرراً عن الأمن المائي والصراع على موارده .. ومن أهمية الماء في الإسلام جعل صلى الله عليه وسلم سقي الماء من أفضل الصدقات حيث قال : ( أفضل صدقة سقي الماء ) .
ـ وقد تحدث القرآن الكريم كثيراً عن قيمة المياه وأهميته لحياة البشر والأحياء .. فقال سبحانه : ( ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى ) .
وما أنعم الله على رسوله في الآخرة بنعمة أجل وأعظم ولا أتم من الماء ، بل إنه جعلها له خاصة دون غيره من الأنبياء عندما خصه وأمته بنهر الكوثر في الجنة قال سبحانه وتعالى : ( إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ) ، والكوثر نهر في الجنة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل عدد كيزانه بعدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا ، ولأهميته أنزل الله أحكاما كثيرة توضح الكيفية التي يجب أن نتعامل بها مع هذا الكائن العجيب ، ومن هذه الأحكام طهارته للأشياء : فقد جعله الله تعالى طهارة لجميع النجاسات .
وجعله الله ثروة لجميع الناس ولم يخصص بها البعض دون الآخرين ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الناس شركاء في ثلاثة : الماء والكلأ والنار ) .
ويحرم على المسلم أن ينجس الماء عن الآخرين أو يلوثه حيث نهى عن البول في الماء الراكد ، ولا يجوز التعذيب بالحرمان من الماء .
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) .
فالماء هو عماد اقتصاد الدول ومصدر رخائها ، فبتوافره تتقدم وتزدهر البشرية وبنضوبه وشح موارده تحل الكوارث والنكبات، فلهذا يجب علينا أن نتكاتف ونقف وقفة واحدة ضد هدر المياه .
فالإنسان المعاصر وصل في استهلاكه للماء أرقاماً قياسية من الإسراف وبخاصة ما يصرف في الاستحمام والمراحيض والسباحة وسقي الحدائق .. الخ، فعلينا أن نوقف الهدر وأن نحميه ونحمي مصادره من العبث فيه لأن الإسراف يفضي إلى الفاقة والفقر .
والمسرف همه الأول والأخير الوصول إلى متعته ولذته ولا يبالي بمصيره أو بمصير الآخرين .
وليكن قدوتنا النبي الكريم محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كانت حياته الشريفة تطبيقاً عملياً لأكرم صور الاعتدال والقصد ونموذجاً كريماً لترشيد الاستهلاك في كل شيء والعيش على الكفاف .
إن حكومتنا الرشيدة بذلت الغالي والنفيس من أجل توفير هذه المياه بعد الله سبحانه وذلك بتوفير وسائل الضخ وبناء السدود وتحلية مياه البحار، فدولتنا تعتبر من أكبر الدول المنتجة لتحلية مياه البحار على الرغم من التكاليف الباهظة لهذه العملية، لذلك فإننا جميعاً مسئولون عن ترشيد الاستهلاك للمياه ، والمواطن الصالح حقا هو الذي يضع ذلك الهاجس في اعتباره لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : «لا تسرفوا في الماء» قالوا : أفي الماء إسراف ؟ قال صلى الله عليه وسلم « ولو كنت على نهر جار» أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فمن هذا المنطلق يجب علينا عدم الإسراف في الماء والمحافظة عليه ، وذلك باستبدال الصنابير التالفة وكذلك يجب علينا استخدام وسائل الري الحديثة في مزارعنا وحدائقنا .. الخ من أجل منع هذا الهدر الهائل من الماء وأن نكون من الشاكرين كما قال الله تعالى في كتابه : «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».
والله من وراء القصد وإليه المرجع والمآب .
الماء هو أصل حياة الكون وسر نضارتها ، فبتوافره تتقدم وتزدهر البشرية وبنضوبه وشح موارده تحل الكوارث والنكبات، فلهذا يجب علينا أن نتكاتف ونقف وقفة واحدة ضد هدر المياه .
فالإنسان المعاصر وصل في استهلاكه للماء أرقاماً قياسية من الإسراف لاسيما ما يصرف في الاستحمام والمراحيض والسباحة وسقي الحدائق وغسيل السيارات وغير ذلك، فعلينا أن نوقف الهدر وأن نحميه ونحمي مصادره من العبث فيه؛ لأن الإسراف يفضي إلى الفاقة والفقر.
إن الماء نعمة عظيمة أنعم الله بها على بني البشر، قال سبحانه وتعالى : ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ، ويقول جل شأنه : ( والله خلق كل دابة من ماء ) .
وهناك أحاديث كثيرة وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها نهيه عن الإسراف في الماء ، وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله علية وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال : ( ما هذا السرف ) قال : أفي الوضوء إسراف ؟ قال : نعم وإن كنت على نهر جار ) .
هذه دعوة عامة لكل البشر بعدم الإسراف في استخدام الماء وضرورة المحافظة علية خصوصا في الوقت الحالي