عندما يبدأ تعامل المجتمع مع اشياء جديده كأختراع مثل الانترنت يقفز السؤال الازلي الحائر : هل للمرأه نصيب فيه وهل يحق لها مايحق للرجل؟ .
السؤال يطرحه البعض استفسارا والبعض خبثا او تعصّبا او بحثا عن اثارة .
اسباب السؤال او التساؤل كثيره ولكن الهدف من السؤال هو المهم ...
وبعيدا عن الغضب ... بعيدا عن التشنّج .. نأيا عن كل امر يشوّه الفكره والطرح ونبل المقصد .
اسمحوا لي ان افرش هذا الموضوع فأن احسنت وهذا ماأبتغي .. يكفيني حمدا اني قلت شيئا رضي عنه الآخرون ...وان اخطأت وهذا ماأخشاه .. فاليغفر لي من يراني مخطئا ً واقول له انه اختلاف في الرأي ... واختلاف الآراء في المجتمعات ظاهرة صحيّه .. لتعديل المسار والخروج بالفائده لأن الانفراد بالرأي والقرار المزاجي الارتجالي وليد اللحظه . هو مايدمّر مكتسبات الشعوب ويخلق الضغائن .
حين خلقنا الله سبحانه وتعالى جَبَلَ انفسنا على الخير صفاته الفاضلة النقيّه ولكنه لم يخلقنا ملائكه والا لما انزلنا الارض ليتعارك الخير والشرّ فينا الى قيام الساعة .ثم اعطى الشيطان كلمة سبقت ليتسلّط علينا مع النفس الأمّارة بالسوء ، لكن الله لم يدع الشيطان يتفرّد بنا ، بل شرح لنا اسباب الهداية وتعاليمه على افواه انبياءه ثم ترك لنا حرّية الاختيار بين طريقين لاثالث لهما .
لم يطلب منّا الله ان نكون قدّيسين فالقداسة لم تكن من صفات البشر .. طلب منّا عبادته من خلال اوامر ونواهي محدوده .. وشملنا برحمته التي هي فوق كل شيء وانه بمشيئته يغفر لنا الاخطاء ... كل الاخطاء ماعدا الشرك .
ان ماينطبق على المرأه في تعاملها مع الانترنت ينسحب ايضا على كل تعاملاتها في مناحي الحياة الاجتماعيّه ...
سيهرطق البعض ويقول بعصبيّة جاهله ... لا ... قف عند حدّك ... ماذا تريد ان تقول ؟ نواياك سيئه ! انت تدسّ السم في العسل ! والكثير الكثير من الجمل الادبية البلاغيّه ؟! ولمَ لا .لغتنا هي لغة الادب والشعر ، ومفرداتها تملأ المحيط ..
سيقال مثل هذا بأسلوب تكميمي يصادر فكر الآخر قبل ان يسمعه .
من ضمنها ... .. ان المرأة ليست الرجل ؟
اتفق معك ... ولكن ماهو وجه الاختلاف ؟
بتركيبها الجسماني ؟ ... نعم
في سلوكيّاتها المتفّردة كأنثى ؟ ... نعم
في اختلاف واجباتها نحوالمجتمع ؟ نعم
ولكن يبقى الأهم ... الفكر .. الذي هو المقوَد ... فهل تختلف فيه عن الرجل ؟
ان المرأة تعرف مكامن النفع والضرر في كل ماتفعله .. تماما كالرجل ولديها حاسّة متقدمه عن الرجل ...
وهناك نساء جثا التاريخ امامهن بأجلال ودوّن اسمائهن في بيانه بسطور من نور
بينما هناك رجال ليس لهم حظ من الرجولة سوى الاسم .
انا لاأمتدح النساء ... وفيهن امي واختي و .... ولاانتقص من الرجال وانا منهم ...
ولا اتحدّث بأنفعال وتحيّز ... انا اسطّر حقائق واحاول الوصول الى الرّضا ... رضا الذات اولا ، ولا أقول اني قاسم امين او فكر هدى شعراوي مع احترامي له ولها
ماأعلمه يقينا.. اني انسان بسيط احب وطني حتى الثماله ابكي لأجله وافرح له .. واوطان الدنيا لاتساوي شبرا منه ...
قد اكون ابحرت كثيرا وجدّفت في كذا اتجاه ... ولكن الموضوع ذو اتجاهات متعدده ويستحق المتابعه والتفكير و ... بدل ان تعطيني خبزاً علمني كيف اصنعه
وقبل ان تعاقبني اعطني اسباب الهدايه ( وماكنّا معذبين حتى نبعث رسولا )
ان الحصانة هي السياج الواقي من الوقوع في براثن الخطيئة
والانترنت جهاز اعلامي ثقافي ترفيهي يندرج عليه مالغيره من وسائل الاعلام والترفيه الاخرى كالفيديو والقنوات الفضائيه .
مع الفيديو تستطيع ان تلقمه ما تشاء ومع القنوات تختار بلمسه خفيفه من اصبعك ما تريد من قنوات مفيده او ماجنه .
كل انسان يستطيع تحديد رغباته ورغباته تتبع ميوله وميوله يحكمها مقدار مخزونه من روادع ومصدات الخلق النابع من الدين القويم.
ان السلوك القويم عندما يحكم الانسان في حركاته وسكناته باعث على الطمأنينه .
مدينة افلاطون الفاضله لاتوجد الا في صفحات مؤلفاته والمثاليه الراقيه ليست من طباع البشر..
لماذا نضع نظارة سوداء ولا نستمتع بضوء الشمس.
في كل المجتمعات توجد كل النقائض .
هذه طبيعة البشر..
فاذا استوت المرأة امام جهاز الانترنت وامام عينيها يتراقص ناقوس الخطر
وبين جوانحها حصانه..
وفي قلبها شعاع من الايمان وتحت تسريحتها عقل راجح ..وتحفظ من تعاليم الاهل ووصايهم زادها وماؤها وتعلم يقينا ان من وضعها امام الجهاز زرع بداخلها الثقه واعطاها صولجان الحريه..
الحريه العاقله التي منحها الله للانسان بلا منّه من البشر .. يفعل ما يشاء في حياته دون الخروج عن دائرة الخلق وقبل الدخول في حرية الاخرين.
ولكن لو.. اشتهت المرأة ولوج طريق الانحراف هل الانترنت هو الوسيله الوحيده
ما اكثر الدروب , لو ارادت .
فمن الهاتف الثابت الذي لا تعلم من اتصل عليك وازعجك الى هاتف جوال اصبح (رغم مهزلة رسومه ) في يد الجميع الصغير والكبير ( الصاحي والمهبول ) وله خصوصيته المعروفه.
وسيارات الليموزين التى تذكرنا بموسم هجوم الجراد من قبل تطوف الشوارع بشكل مبالغ فيه وبلا تنظيم اتصالي او عنواني في بلد يقف امام اغلب بيوته اكثر من سيارة خاصه..
والكوافيرات المنتشرة وبأثمان مسعورة استغلاليه.. و اغلب من فيها لايعرف اتجاه القبلة في الصلاة...... كذلك الاسواق وما ادراك ما الاسواق .
هل اقول اكثر؟... ام .. يكفي هذا...؟
اسباب الانحراف كثيره .. فلماذا نسير عكس الاتجاه ونتعامل مع الاشياء بازدواجيه..
هل كل البشر فوق الكره الارضيه على اختلاف الوانهم واديانهم وثقافتهم واعراقهم .. هم على خطأ ونحن فقط .. من نسير في الطريق الصحيح..
لماذا التأجيل والتسويف في الحلول .. لماذا التواري بدل المواجهه..
لن تصل الى العلاج السليم الا بعد التشخيص فاذا ما وضعت اصبعك على الداء..
سهل العلاج..
والعلاج لا يحتاج الى طبيب واحد لانه متعدد الاختصاصات بل يحتاج( كو نصلتو) والى تحاليل مخبريه وتصوير اشعاعي بل وموجات فوق الصوتيه ..لان الجنين مهم ..انه اهم شيء في الوجود.. انه الأسره نواة الوطن..
ان الانترنت قادم وبقوة اكثر ..شئنا ام ابينا ..وهو لغة العصر التي ستنظم امور حياتنا ,, والقادم من رحم المستقبل اكثر..
وسيأتى يوم حتى المدارس تغلق ابوابها لتكون المدرسه في المنزل واستاذي هو الانترنت.. سيظلم زمن الحشو وتشرق شمس الاختيار..
ان المراة هي سيدة المجتمع وعنوانه وهي من بيدها بناء جيل يرفع الوطن فوق اكتافه .. فأحسنوا التعامل معها .. واحترموا فكرها..
ومن يعاندني أقول له بكل ثقه .. انت لازلت تعيش في زمن ( حرمه وانتوا بكرامه) ماالذي انطق صمتك .. اغلق عليك كهفك و اصمت وعد الى شرنقة مومياءك...