نريمين مشرف
عدد المساهمات : 3353 تاريخ التسجيل : 27/06/2009 العمر : 30 الموقع : ibdaa.roo7.biz
| موضوع: ابــــــــــــــــــــن باديــــــــــــــــــــــــس الإثنين فبراير 08, 2010 11:54 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن ابن باديس يمثل ثقافة عالمية متمحورة حول الإسلام وصادرة عن عملية استقرار للقرآن الكريم على ضوء تراكمي شمولي, الفكرية التي عاشها المسلمون في نهضتهم الحديثة. إن ابن باديس حلقة وصل تربط بين النهضة الإسلامية والصحوة الإسلامية حیاتھ- هو.. عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس ولد في مدينة فسنطينه بالجزائر1308هـ، 1889 م, وتعلم في مدارسها ومن ثم انتقل بتشجيع من والده إلي تونس 1908 م حيث أكمل دراسته في جامعة الزيتونة, وفي سنة 1913 م أدى فريضة الحج ومكث في الحجاز مدة التقى فيها بالشيخ محمد الإبراهيمي, وزار مصر والشام ومن ثم عاد إلي الجزائر وكله عزم على العمل والكد ليحطم الأغلال التي تكبل جسم الجزائر, ورفض أن يتسلم وظيفة رسمية, وتفرغ للإصلاح والتغيير المنهجي, ولكنه تولى قيادة جمعية العلماء الجزائريين. خلاله وصفاته - كان مناظر مفحما, مربيا بناء, ومؤمنا متحمسا, ومجتهدا يرجع إلي أصول الإيمان المذهبية؛ ويفكر دائما في التوفيق بين المذاهب والأصول وهو كذلك وطني مؤمن, والشعور الوطني المتقد يغدو لديه فيضا شعريا عندما ينظم قصائده التي أعادت إلي الشعب الجزائري أمجاده عبر التاريخ الإسلامي, وكان بن باديس مصلحا أقترن أسمه وأثره بتاريخ الجزائر في مرحلة سياسية كانت تعده للثورة.. وقد قال عنه العلامة مالك بن بني: "إنه المصلح الذي أستعاد موهبة العالم المسلم, كما كانت في عصر ابن تومرت في أفريقيا الشمالية....", فقد كان مدافعا عن الدين, ناقدا اجتماعيا العالم المحقق والمصلح, وهو مثقف يعيش مأساة مجتمع وحضارة على طريقته الخاصة. - الصنوان المتلازمان في ظل الاستعمار - جاء الاستعمار ليدمر العالم الإسلامي تدمير ا ويسحق أي بادرة تحسين في ركب الحضارة الإنسانية, مما يدلل على ذلك.. الجزائر قبل الاستعمار كانت تحفل بالمدارس سواء في المدن أو في القرى وقد قدر "اوجين كومب"- رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي - عددها بأكثر من ألفي مدرسة ابتدائية وثانوية وعالمية, فض لا عن مئات المساجد التي كانت تعني بتدريس اللغة العربية, فسرعان ما انقلب هذا البناء الحضاري الضخم تحت سنابك المستعمر الذي أطفأ الأنوار ليجعل أعزة أهلها أذلة تحت وطأة الأمية والجهل ليسهل عليهم قياد هذه الأمة, فانظر إلي اللغة العربية وقد حرموا استعمالها في المكاتبات الرسمية.. حتى خرج علينا "شوتان" وزير الداخلية الفرنسي بعد نصف ومائة عام من الاحتلال بقرار يعتبر فيه اللغة العربية لغة أجنبية في الجزائر, فانطلاقا من حربهم ضد الإسلام حاربوا اللغة العربية فهي لغة القرآن ولسان الإسلام لكل من يتعلم أو يعلم اللغة العربية حتى حكموا عليهم بالإعدام وكما قال "لافيردي كاردينال" في المؤتمر النصراني الذي عقد عام 1936 - قطوف من بستان أقواله - "النهضة تقوم على الفرد والمجتمع على حد سواء" الطريق المثلى لاسترداد الجزائر شخصيتها هي إحياء المبادئ الإسلامية الصحيحة ومناهضة الاستعمار وأساليبه.. كان يؤلف الكثير من القصائد ومنها: شعب الجزائر مسلم .. وإلي العروبة ينتسب من قال حاد عن أصله .. أو قال مات فقد كذب من رام إدماجا له .. رام المحال من الطلب - روح الصمود - ويلخص روح الصمود عند بن باديس حادثة يرويها سعيد الصالحي حيث يقول: لا أنسى موظفًا فرنسي ا ساميا استدعى الشيخ بن باديس رئيس الجمعية فقال له: إما أن تقلع عن هذه الأفكار وإلا أغلقنا المسجد الذي تنفث فيه سمومكم فأجابه: "أنا إن كنت في عرس علمت المحتفلين, وإن كنت في مأتم وعظت المعزين أو في القطار علمت المسافرين أو في السجن أرشدت المسجونين فأنا معلم مرشد في جميع الميادين, وخير لكم أن لا تتعرضوا لها في دينها أو لغتها". يقول بن باديس في تفسير: (لِتُ ْ خرِج النَّاس مِن الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ): "أخرجها من ظلمة الجمود إلي نور التفكير, ومن ظلمة الوحشية إلي نور المدينة الراقية, ومن ظلمة الشرك إلي النور التوحيد, ومن ظلمة الفوضى إلي نور القانون والنظام" ويقول بن باديس في قولة"لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة جعل التفكير فهما, وقدم الدنيا على الآخرة, لأنها الطريق إليها وأبطلت الآية زعم كل مهون لأمر الدنيا, وصارف للعقول عنها والله إنه لا كمال للإنسان إلا بالدنيا والآخرة".- وفاته -كانت وفاته سنة 1359 ه - 1940 م, بعد جهود ضانية في مقاومة الاستعمار, وفي تعليم وتأسيس المبادئ الإسلامية في نفوس الشعوب رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له الثواب وأنزله منازل الرضوان.
| |
|