شمشار مدير
عدد المساهمات : 3923 تاريخ التسجيل : 23/05/2009 العمر : 59 الموقع : ibdaa.roo7.biz
| موضوع: الكفايات الجمعة فبراير 12, 2010 3:38 am | |
| بياغوجية الادماج في اطار المقاربة بالكفايات
توجد هوة فاصلة بين الحياة المعيشة والمدرسة حيث يقضي التلميذ سنوات في المدرسة يتعلم معارف "مدرسية " ويطالب بحفظها وإعادة إنتاجها يوم الامتحان ، دون امتلاك القدرة على استعمالها في الحياة المعيشة . يستطيع قراءة نص وإعراب بعض جمله لكنه غير قادر على استيعاب معناه واستخلاص منه ما يدعم قدراته على الفعل في محيطه .يتعلم الإعراب والصرف لكنه غير قادر على إنتاج نص صغير بشكل سليم في وضعية واقعية . يستطيع إجراء عمليات الزائد والناقص لكنه لا يستطيع توظيف هذه العمليات لحل وضعية في الحياة اليومية . يطرح هذا الوضع إشكالية فعلية للمجتمع حيث يصرف أموالا طائلة في مجال التربية والتكوين ، غير أن كثير من التلاميذ يغادرون التعليم الأساسي دون أن يستطيعوا استعمال بفعالية ما تعلموه في المدرسة ، أي دون أن يكونوا أكفاء في الحياة نتيجة تأثير المدرسة . إنها إذن الأسباب ـ على ما يبدوـ التي جعلت السلطات التربوية تتبنى المقاربة بالكفايات الأساسية في التعليم الأساسي في السنوات القادمة حيث تجري حاليا هذه التجربة في بعض المدارس بجهة الشاوية ورديغة وبجهة مكناس تافيلالت . تروم هذه المقاربة إلى جعل التلميذ يمتلك أولا كفايات القراءة والكتابة والحساب ليس بالطريقة "المدرسية " الحالية لكن من منظور مختلف يتمثل في امتلاك هذه الكفايات من خلال مواجهة وضعيات في الحياة المعيشة ، أي يستطيع إنتاج نص بشكل سليم عند كتابة رسالة شكر أو طلب شغل أو يستطيع بلغة معينة التواصل بلياقة بالآخر وتقاسم أفكار معينة ، أو يستطيع حل إشكالية حسابية في وضعية واقعية أو يستطيع التعريف بحقوق مدنية والدفاع عنها والالتزام بالقيام بالواجب والتحلي بالواقعية والاعتراف بمسؤولياته اتجاه ذاته والمحيط.
ما هي المقاربة بالكفايات الأساسية ؟
تقوم المقاربة بالكفايات الأساسية على بيداغوجية الإدماج حيث ترتكز على مبدأ إدماج ما يكتسبه التلميذ أثناء أنشطة التعلم بغرض إنماء كفاية مستدامة عبر حل وضعيات مركبة ، أي نجاز مهام مركبة تستدعي تعبئة وتوظيف إجرائي لمختلف مكاسب التلميذ التي تدخل قي إنماء الكفاية المستهدفة. وترمي بيداغوجية الإدماج إلى محاربة ضعف فعالية النظام التربوي . أهداف المقاربة بالكفايات الأساسية: تسعى هذه المقاربة إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية ، يتعلق الأمر بداية بالتأكيد على الموارد الأساسية التي تدخل في إنماء الكفايات المستهدفة في نهاية كل سنة ولكل مادة دراسية ، تسمى الكفايات النهائية ، عوض التأكيد في المقاربات التقليدية على كل محتويات البرنامج . ويتمثل الهدف الثاني في إعطاء معنى لهذه المحتويات وتوضيح جدوى ما يتعلمه التلميذ في المدرسة . وبالتالي بات من الضروري تجاوز تلقين محتويات فارغة من أي معنى بالنسبة للتلميذ والمنفصلة عن اهتماماته و حياته المعيشة والتي غالبا ما يتضايق منها ولا تحفزه على التعلم. إن المقاربة بالكفايات تعلم التلميذ باستمرار كيف يموقع تعلماته ويجعلها منسجمة وكيف يستعملها لحل وضعيات لها معنى في حياته المعيشة. كما تسعى هذه المقاربة ثالثا إلى الإشهاد على ما اكتسبه التلميذ من خلال حل وضعيات ملموسة ، وليس عبر استعراض مجموعة من المعارف سرعان ما ينساها ،إذ لا يعرف كيف يستعملها في وضعيات مختلفة. لذلك يمكن اعتبار المقاربة بالكفايات جوابا على إشكالية الأمية الوظيفية التي يتسم بها كثير من خريجي مدارسنا. المفاهيم الأساسية المرتبطة بالمقاربة بالكفايات الأساسية.
يقتضي إذن الحديث عن الكفايات إثارة في نفس الوقت الموارد والوضعيات التي يعبئ داخلها التلميذ هذه الموارد.
مثال : إن الكفاية "إجراء مكالمة هاتفية بلغة معينة باستعمال موارد من مستوى معين في سياق معين " يتطلب انجازها تعبئة الموارد التالية : ـ المعارف النظرية : معرفة مفردات اللغة المستعملة في المكالمة الهاتفية وصيغ اللياقة المطلوبة في التواصل... ـ المعارف العملية : صياغة السؤال و صياغة الجواب عن السؤال المطروح وكيف يعرف التلميذ بنفسه و استعمال المضارع أو الماضي ... ـ المعارف الوجدانية : تبني مواقف ودية و إبداء الاهتمام بالمخاطب ... يكتسب التلميذ هذه الموارد في المدرسة ، إذ تشكل مواضيع وأهداف التعلمات المنظمة في الأنشطة التعليمية/ التعلمية باعتماد البيداغوجية المعمول بها . ويمكن أن تدخل موارد أخرى في تطوير الكفاية مثل المعارف والتصرفات التلقائية المكتسبة عن طريق التجربة .إضافة إلى هذه الموارد الداخلية يمكن توظيف موارد خارجية ضرورية لممارسة الكفاية منها الموارد المادية .
مفهوم التعلمات في المقاربة بالكفايات تتوزع التعلمات في المقاربة بالكفايات إلى فترتين فترة لتعلم الموارد وفترة لتعلم دمج الموارد أي الأنشطة الإدماجية والتقويم التكويني.
يستمر الأستاذ في المقاربة بالكفايات في تنمية الموارد باعتماد البيداغوجية المعمول بها ،غير أن تعلمات الموارد في المقاربة بالكفايات تختلف عن المقاربات التقليدية كونها تعطي أولوية لإنماء الموارد التي تدخل في تنمية وتطوير الكفايات الأساسية المنشودة . ولا تلغي المقاربة بالكفايات أي بيداغوجية يراها الأستاذ ملائمة لتحقيق أهدافه ، غير أنه من المفضل اعتماد بيداغوجية الأهداف في تنمية الموارد إذ تبدو أكثر فعالية ، كونها تساعد الأستاذ على تحديد أهداف أنشطته بشكل دقيق ووضع خطط دقيقة لتحقيقها وتصنيف الأهداف إلى معارف نظرية ومعارف عملية ومعارف وجدانية وينتقي من بين محتويات البرنامج الأهداف التي تدخل في تنمية الكفاية المستهدفة والتركيز عليها ،كما تستدعي اعتماد وضعيات ديداكتيكية تمكن التلميذ من استيعاب وتثبيت معارفه .غير أن بيداغوجية الأهداف لا ترقى إلى مستوى تعلم التلميذ تعبئة هذه الأهداف الإجرائية وإدماجها لإنماء كفاية معينة ، بل تظل منفصلة فيما بينها حيث تجعل البنية المعرفية للتلميذ مفتتة ،لذلك ظهرت المقاربة بالكفايات لمعالجة هذه النقائص التي ترتبت عن المقاربات التقليدية خاصة المقاربة السلوكية.
إن أنشطة الإدماج أنشطة بيداغوجية تلي أنشطة تعلم الموارد أي بعدما يرسي التلميذ معارفه في مادة معينة تليها أنشطة إدماجية تهدف إلى تعلم تعبئة هذه الموارد في وضعيات مركبة معدة لذلك ، لأنه قلما يستطيع تلميذ من تلقاء نفسه إدماج معارفه وتوظيفها لحل وضعية مركبة ذات طابع اجتماعي أو بيئي ، بل يقتضي أن يتعلم ذلك في المدرسة. لذالك فان المقاربة بالكفايات ترتقب تخصيص فترة زمنية لأنشطة الإدماج وغالبا ما تتمثل في أسبوع بعد ستة أسابيع من تعلمات الموارد. ويعتمد في هذه الأنشطة بيداغوجية الإدماج التي تقوم على التعلم من خلال مواجهة وضعية ـ مشكلة من عائلة الوضعيات المرتبطة بالكفاية المستهدفة . ويتم حل هذه الوضعية من لدن كل تلميذ ، ولا يمكن اعتماد العمل في المجموعة إلا لتهيئ التلاميذ على التمرن على حل الوضعيات ،لأن عملية الإدماج لا تعني إدماج التلميذ داخل مجموعة بل فان التلميذ هو الذي يدمج موارده في بنية تفكيره . وتروم بيداغوجية الإدماج تنمية وتطوير الكفاية المنشودة ، ولا يرتبط ذلك بكمية المعلومات أو المعارف التي يمتلكها التلميذ بقدر ما ترتبط بجودتها والقدرة على انتقاء تلك التي تدخل في انجاز الكفاية وحسن استثمارها.وتكون عملية الإدماج مرفقة بأنشطة التقويم التكويني الذي يسعى إلى الوقوف على الصعوبات التي حالت كل تلميذ دون انجاز الكفاية والاشتغال على تعديل وتجاوز تلك الصعوبات باعتماد بيداغوجية فارقية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل تلميذ أو كل جماعة صغيرة لها نفس الصعوبات.
تأثير المقاربة بالكفايات الأساسية ترمي المقاربة بالكفايات الأساسية إلى رفع تحديات أساسية سيما بالتعليم الأساسي الإجباري ، تتمثل بداية في دمقرطة التعليم التي لا تتمثل فقط في ضمان ولوج كل الأطفال إلى التعليم الإجباري بل وخاصة ضمان نفس فرص النجاح لكل تلميذ .إنها مسألة إنصاف وعدالة حيث يتساوى كل التلاميذ في الاستفادة من الإنفاق العمومي. في هذا الإطار فان المقاربة بالكفايات تترقب أن يتمكن النظام التربوي من جعل كل تلميذ يتملك كفايات محددة في كل سنة وفي كل سلك دراسي وفي نهاية التعليم الأساسي .وتقترح هذه المقاربة إجراءات بيداغوجية وديداكتيكية وتقويمية تروم مصاحبة كل تلميذ ،ولا سيما المتعثرين منهم، لامتلاك نفس الكفايات الأساسية التي تعتبر معيارا للانتقال إلى المستوى الأعلى (يظل الاختلاف قائما فيما يتعلق بدرجات إتقان وانجاز هذه الكفايات) . يتعلق الأمر إذن بدمقرطة التعليم والرفع من مردود يته الداخلية. 1ـ ما هي الكفاية؟ : لا يمكن اعتبار الرجل الكفء كل من يمتلك فقط معارف، بل يصير كذلك خاصة عندما يستطيع تعبئة هذه المعارف وتوظيفها لحل وضعية ـ مشكلة مركبة ،أي القدرة على انجاز مهمة بشكل سليم وملائم . إن الكفاية إذن هي "إمكانية الفرد في تعبئة مجموعة مندمجة من الموارد بقصد حل وضعية ـ مشكلة تنتمي إلى عائلة من الوضعيات " (روجيرس 2000 ). 2 ـ ما هي الموارد ؟ إن موارد الكفاية كل المعارف النظرية والمعارف العملية والوجدانية الضرورية لممارسة الكفاية ، إنها الموارد التي يقتضي استيعابها والتحكم فيها لتحصيل الكفاية. 3 ـ مفهوم وضعية الإدماج : تعكس وضعية إدماج الكفاية التي نطمح إلى إرسائها لدى التلميذ ، ويمكن اعتبارها بمثابة فرصة لممارسة الكفاية أو فرصة لتقييم الكفاية . ونجد عدة تعابير عند الحديث عن الوضعيات في المقاربة بالكفايات ، تارة تسمى الوضعية " الهدف" أو وضعية إعادة استثمار الموارد أو وضعية إدماجية أو وضعية ـ مشكلة مركبة، غير أن كل هذه التعابير تظل مرادفة لوضعية الإدماج ، لكن ينبغي تمييزها عن الوضعيات الديداكتيكية التي تمثل فرصة لتحصيل واكتساب موارد جديدة أثناء أنشطة تعليمية /تعلمية ، . تمثل في المثال السابق " المكالمة الهاتفية" وضعية للإدماج حيث ينمي ويطور التلميذ كفايته في انجاز هذه المكالمة بلغة معينة باستعمال موارد معينة وفي سياق معين. إن وضعية الإدماج إذن وضعية ـ مشكلة مركبة وليست مجرد تمرين لتطبيق الموارد أو تحقيق أهداف معرفية بل تتجاوز ذلك إلى تعبئة هذه الموارد وادمجاها لمواجهة وضعيات جديدة ومتنوعة لكنها من نفس العائلة 4 ـ مفهوم عائلة الوضعيات : ترتبط كل كفاية بمجموعة من الوضعيات الإدماجية حيث تمثل كل وضعية فرصة لممارسة نفس الكفاية . وتعتبر هذه الوضعيات من العائلة الواحدة كونها وضعيات متكافئة من حيث الصعوبة والتركيب وتستدعي توظيف نفس الموارد التي تدخل في تنمية الكفاية . تستعمل الوضعيات من نفس العائلة لتعلم دمج الموارد لممارسة الكفاية أو إرسائها لدى التلميذ أو لتقييمها .تتمثل عائلة الوضعيات الإدماجية في المثال السابق في"انجاز مكالمة هاتفية مع خالة تدعو التلميذ إلى قضاء العطلة في بيتها" أو "مكالمة مع صديق لتبادل الآراء حول موضوع معين" ...غير أن كل هذه الوضعيات تعكس نفس الكفاية أي القيام بمكالمة هاتفية بلغة معينة واستعمال نفس الموارد التي تدخل في بناء الكفاية في سياق معين. وتعتبر هذه التدقيقات والخاصيات وشروط انجاز الكفاية ثوابت عائلة الوضعيات. 1ـ تعلمات الموارد : 2ـ أنشطة الإدماج | |
|