نريمين مشرف
عدد المساهمات : 3353 تاريخ التسجيل : 27/06/2009 العمر : 30 الموقع : ibdaa.roo7.biz
| موضوع: كـُـن كالـقـمـر الأربعاء سبتمبر 29, 2010 12:00 pm | |
| كـُـن كالـقـمـر [/ce
كن كالقمر يرفع الناس رؤوسهم لكي يروه ، ولا تكن كالدخان يرتفع لكي يراه الناس من الناس من يعيش حياة مديدة ، ويمر بأحوال سعيدة ، ولكن محصلة حياته تكون صفراً ؛ ومن الناس من يعيش حياة قصيرة ، ويمر بأحوال سعيدة ، لكن محصلة حياته تشكل رقماً كبيراً في عداد الرجال ؛ فالأوليعيش على هامش الحياة ، لا يهتم إلا بنفسه ، ولا يكترث بمصالح الناس ، ولايلقي بالاً للمصلحة العامة ، فيموت دون أن يدري به أحد ، لأن موته لا يغيرشيئاً في حياة الناس ، ولا ينقص الكون محسناً بفقده ، ولا يخسر مصلحاًبموته ، فيخرج من الدنيا غير مأسوف عليه ؛ والثانييعيش الحياة بكل معانيها ، ويقدم مصلحة الناس على مصلحته ، ويكثر منالإحسان إلى الناس ، ويكون عضواً فاعلاً ونافعاً في المجتمع ، فإن مات ،فإن السماء تهتز لفقده ، والأرض تحزن لفراقه ، ومكان سجوده وصلاته يبكيعليه ، والناس تفتقد إحسانه وتحن إليه ؛ كماحدث عند وفاة زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما ، في الليلة التيمات فيها ، قام شخص من الفقراء ينتظر من يأتيه بالطعام كل يوم ، فلم يأته، ففتح الباب ليجد جاره فاتحاً بابه أيضاً ، فسأل جاره عن سبب فتحه بابهفي ذلك الوقت ، فأخبره بأنه ينتظر محسناً يأتيه بالطعام كل يوم ، فأخبرهبأنه هو أيضا ينتظر لنفس السبب ، ولكن المحسن لم يحضر ؛ وفي اليوم التاليعرف الناس أن زين العابدين قد انتقل إلى رحمة الله ، وعرفوا أنه هو المحسنالذي كان يأتيهم بالطعام ، وكان لا يدري به أحد إلا الله ؛ لذلك كان رقماكبيراً في تاريخ الإنسانية وسجل الرجال ؛ والكثيرممن هم أغنى منه ، عاشوا وماتوا قبله وبعده ، ولم يدر أحد بحياتهم ولابوفاتهم ، لأنهم كانوا أصفاراً على يسار رقم الحياة ؛ فلنحاول أن لا نكونصفراً ، ولنعلم أن الرقم الذي يمثلنا يكبر كلما كبرت درجة إحساننا إلىالناس ، ونحتل مكاناً في الوجود مساحته تعادل مساحة نفعنا لخلق اللهوتعاوننا مع الآخرين في سبيل مصلحة أمتنا الإسلامية الحبيبة ، وفي سبيلالمصلحة الوطنية والإنسانية ، وشعورنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا ؛ وكلما زاد هذا الشعور ، زادت معه قيمة الإنسان ، فكن ( أخي الكريم / أختي الكريمة ) رقما إيجابيا ، وإياك أن تكون صفراً ؛ ولكن هل تدرون من هو الأسوأ من هذا الشخص الصفر !! إنه الرقم السلبي الذي لا يسلم الناس من شره وأذاه ، فذلك الذي يقال عند وفاته : الحمد لله ! فلا تكن كذلك ، وحاول أن تكون ممن يقال عند وفاتهم : لا حول ولا قوة إلا بالله | |
|