نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: كيف نربي أبنائنا على حب الصلاة الجمعة ديسمبر 03, 2010 1:44 pm | |
| أ – التربية الإيمانية هي الأساس الأول : فلا يتوقع الأبوان التزاما تاما من الأبناء بأداء الصلوات وقلوبهم فارغةمن معاني العقيدة؛ لأن الطفل في مراحله المبكرة لا يستطيع إدراك الغيبياتفيكون دور الأبوين هنا تقريب معاني العقيدة كحقيقة الله الواحد ومعنى النبوة, وحقيقة اليوم الآخر, ونسبة الدنيا إلى الآخرة. ولنا في ذلك القدوة الحسنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اعتنى فيالسنوات الأولى من الدعوة بتثبيت عقيدة الإيمان بالله الواحد في نفوسأصحابه حتى إذا استقرت, لم يجد أصحابه غضاضة في طاعة أوامر الله .والعملبأحكام الشريعة. فيعلم الطفل منذ نعومة أظفاره أن الله هو خالق كل الناس والأشياء المحيطة به. وأنه هو الذي يعطي للإنسان كل النعم فهو الرزاق لخلقه والحريص على هدايتهم للخير وهو يحب الأخيار من الناس ويبغض الأشرار لذلك بعث للأخيار رجالا صالحينيعلمونهم ما فيه صلاح حياتهم ووعد من اتبعهم ببساتين وقصور نعيم لاينفذ.بينما توعد من يعصيهم بعذاب شديد...هذه صور تقريبية لمعاني العقيدةيسهل على الطفل فهمها. ب – أن يقدم الأبوان القدوة الصالحة لأبنائهم : في الحرص على الصلاة في أول الوقت, والعناية بالسنن والنوافل بعد الفرائض, لأن الأطفال مولعونفي الصغر بتقليد الآباء, إذن فليستغل الآباء هذه الملكة في غرس محبةالصلاة لدى أبنائهم. فإذا اعتاد الأبناء رؤية الآباء يسارعون إلى ترك أي عمل على أهميتهوالمسارعة إليها بعد كل أذان فستترسخ في قلوبهم الصغيرة أهمية الصلاةوإدراك فضلها. ويستحب كذلك أن ترتبط مواعيد الأسرة بمواقيت الصلاة كالخروج لسفر, أوزيارة قريب فيقول الأب مثلا سنزور جدتكم بعد صلاة العصر إن شاء اللهفترتبط حياة الطفل فيما بعد بالصلاة حتى في شقها الدنيوي. فإذا تراخى الأبوان أو فرطا في المحافظة على الصلاة فلا مجال للوم الأبناء إذا تركوا الصلاة أو أعرضوا عنها فيما بعد. ويتعلق كذلك بمجال القدوة تعليم الأبناء كيفية الوضوء والصلاة بأسلوب عمليإما بأدائها وهم ينظرون أو بمراقبتهم أثناء الوضوء والصلاة وتعديل بعضأخطائهم . أما الخوض النظري في أحكام الطهارة والصلاة فيمكن تركه للمدرسة, أو تعليمه للطفل عند بلوغ سن المراهقة فهو أجدى. ج- الاستعانة بالقصص والمواعظ المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلموأصحابه أو قصص الصالحين ليدرك الطفل فضل الصلاة وسر تعلق الكبار بها. لأن استغلال الخطاب المباشر قد لا يستوعبه الطفل في المراحل المبكرة فقديعتبر الصلاة عبأ ثقيلا لأنها تمنعه اللعب.أو باعتبارها من شؤون الكبارالتي لا علاقة له بها. لكن عندما نرسم في مخيلته صورة المؤمنين الصالحين الذين ارتبطت قلوبهمبالله فوجدوا في الصلاة قرة عين لمناجاة الخالق العظيم فسيصل الطفل بفطرتهونقاء قلبه إلى محبتهم ومحبة الصلاة. وجدير أن يعلم الطفل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تفطرت قدماه شكرا لله على نعمه. وأن من الصالحين رجلا قطعت إحدى أطرافه المريضة وهو في صلاة ولم يكد يشعر بما حصل له حتى أتم صلاته. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره أزيز من البكاء بين يدي الله...6 د – مصاحبة الأطفال إلى المسجد لأن بيوت الله هي مواطن إنشاء الرجالالعظماء المتشبعين بمحبة الله والحرص على طاعته حتى تتعلق قلوبهم الصغيرةبمحبة بيوت الله, وحيث سيجدون دروس العلم والإرشاد والرفقة الصالحةويتربون على معاني الإيمان كلما كبرت أعمارهم وازداد وعيهم. كما أن في زيارة المساجد تسلية للأطفال لأن أكثر ما يسعدهم هو الخروج معالآباء ومرافقتهم إلى الأماكن العامة ومشاركتهم بعض اهتماماتهم. ولدعم دور المسجد فليجتهد الأبوان في تنظيم دروس تعليمية للأبناء تناسبمستوياتهم وتساهم في إدراكهم لفضل الصلاة ومحبتها والحرص على أدائها,وكلما كبر الأبناء احتاجوا لوجود مكتبة إسلامية تفيدهم في توسيع معارفهموتثبيت أهمية العبادة في قلوبهم. ه – الاعتماد على مكافأة الأبناء كلما حافظوا على صلواتهم: إن كل طفل يكتسب معالم شخصيته وثقته بنفسه أولا من قبل والديه فكل طفليحتاج إلى التحفيز والمكافأة على كل عمل إيجابي يقوم به- وهو أمر أساسي فيموضوع التربية عموما- فكيف إذا تعلق الأمر بالصلاة . وطرق مكافأة الطفل تكون : بالثناء عليه أمام أفراد العائلة, أو تخصيص هدية يحبها الطفل لأن قيمة الهدية ستجعله يدرك قيمة الصلاة وأهميتها. علما أن علماء التربية ينصحون بالتدرج مع الطفل في أداء الصلاة فيكفي فياليوم الأول المحافظة على صلاة واحدة وفي اليوم الثاني على صلاتين...إلىأن يصل إلى مستوى المحافظة على الصلوات الخمس بنجاح. وأخيرا إن مما يكلل تجربة الآباء بالنجاح في تربية الأبناء عموما, أو غرسمحبة الصلاة والمحافظة عليها في قلوبهم نجاح الآباء في الوصول إلى قلوبالأبناء بالتعبير لهم عن معاني المحبة الدائمة لهم واستغلال جميع الأساليبالمناسبة لذلك بتخصيص الوقت الكافي لهم ومشاركتهم اهتماماتهم وألعابهموالرفق والرحمة بهم. لأن هذه المحبة هي التي ستجعل الأبناء طوعا في يد الآباء كصفحات بيضاءنقية يسطرون عليها معاني الإيمان والخير والصفاء والعبودية التامة للهتعالى. | |
|