إدماج تكنولوجيات الاتصال في التعلم
إعداد:أحمد بن صالح معلم تطبيق مدرسة الشريفات
تواجه العملية التربوية في النصف الثاني من القرن العشرين عدة ضغوطات و تحديات. فالتفجر المعرفي و الانفجار السكاني و ثورة المواصلات و الاتصالات و الثورة التكنولوجية و ما يترتب عليها من سرعة انتقال المعرفة، كلها عوامل تضغط على المؤسسة التربوية من أجل مزيد من الفعالية و الاستحداث و التجديد لمجاراة هذه التغيرات.ولقد لجأت دول العالم إلى استخدام التقنيات بدرجات متفاوتة لمواجهة هذه الضغوط و التحديات.
1 ) دور التكنولوجيا في التعليم و التعلم
أ- دور تكنولوجيا المعلومات لرفع التحديات الجديدة:
يمكن تلخيص دور تكنولوجيا المعلومات الحديثة لمواجهة هذه الضغوطات والتحديات بما يلي:
3. تغيير دور المعلم و التلميذ من خلال تطبيق المنحى النظامي لتقنيات التعليم، حيث أصبح التلميذ محور العملية التربوية ، و لم يعد دور المعلم قاصر على نقل المعلومات والتلقين، و أصبحت العملية التعلمية التعليمية تشاركية بين التلميذ والمعلم.
4. وفرت تقنيات التعليـم بدائل و أساليب تعليميـة متعددة كالتعليم المبرمج،و الكمبيوتر التعليمـي مما أتاح للمتعلمفرصـة التعليم الذاتي، و التغذية الراجعة.
5. وفرت تكنولوجيا المعلومات إمكانات جيدة لتطوير المناهج و الكتب و أساليب التعليم(الأقراص التفاعلية المدرسية المصاحبة لكتب التلاميذ في اللغة و الرياضيات و الإيقاظ العلمي ...).
6. لعبت تقنيات التعليم دورا مميزا في استيعاب ما نم عن الثورة المعرفية من خلال إدماج تكنولوجيات الاتصال ضمن المسار التعلمي التعليمي .
7. وفرت تقنيات التعليم ملفات متعدّدة لحفظ المعلومات و وسائل اتصال بمراكز البحث و التجديد و البيداغوجي .
و بهذا يمكن القول إن تكنولوجيا المعلومات تلعب دورا كبيرا في :
vتحسين نوعية التعليم و الوصول به درجة الإتقان.
vتحقيق الأهداف التعلمية بكل يسر(من حيث الوقت و الجهد).
vالرفع من مردودية الأنظمة التربوية .
vخفض تكاليف التعليم دون تأثير على نوعيته. (الطيطي، 1991، ص: 44-46)
و يضيف إلى ما سبق د. الحيله في كتابه تكنولوجيا التعليم بين النظرية والتطبيق، أن التقنيات الحديثة تساعد المعلمعلى مواكبة النظرة التربوية الحديثة التي تعد المتعلم محور العملية التعليمية -التعلمية، و تسعى إلى تنمية شخصية المتعلم من مختلف جوانبها الفسيولوجية، و المعرفية و اللغوية، و الانفعالية، و الخلقية الاجتماعية. (الحيله، 1998، ص: 54)
ب- دور تكنولوجيا المعلومات في إدراك و تعلم التلاميذ:
الإدراك الإنساني هو عملية باطنية نفسية تحدث في عقل الفرد محدثه ما يسمى بالتعلم. و هذا يتم من خلال عمليات متصلة هي :
- الانتباه: و يتمثل في يقظة الحواس الإنسانية كالسمع و البصر و الشم و الذوق واللمس والحاسة السادسة الحدس.
- الإدراك الحسي أوالملاحظة الحسية: وهو شعور الفرد المبدئي بموضوع الإدراك حوله.و تجسد هذه العملية الأساس الفعلي للإدراك الفكري العام، و يتوقف عليها نوعه وقوتهودقته.
- الإدراك الباطني: و يتم خلال عملية التميز والتبويب والتنظيم، وذلك حسب خصائص الموضوع المدرك من حيث الحجم والعمق أوالكثافة والفراغ أوالحيزوالوقت والحركة والصوت، ثم الخبرات السابقة للفرد.
- التعلم: و يحدث عند دمج الفرد للموضوع في خبراته السابقة الفكرية والحياتية وأحداث بناء إدراكي جديد لديه،
2) مزايا تكنولوجيا المعلومات:
من فوائد تكنولوجيا المعلومات:
1. توفير الوقت: إن الوسيلة البصرية و الحسية (الوسائل الحسية) تعتبر بديلا عن جميع الجمل و العبارات التي ينطق بها المعلم و يسمعها الطالب والتي يحاول أن يفهمها ويكون لها صورة عقلية في ذهنه ليتمكن من تذكرها.
2. الإدراك الحسي: إن الألفاظ لا تستطيع أن تعطي المتعلم صورة حقيقية جلية تماما عن الشيء موضوع الحديث أو الشرح، تلك الألفاظ لا تستطيع تسيد هذا الشيء مثلما الوسيلة الإيضاحية.
3. الفهم: الفهم هو قدرة الفرد على تمييز المدركات الحسية و تصنيفها و ترتيبها، فإن الفرد يتصل بالأشياء، و المظاهر المختلفة عن طريق حواسه و بالطبع لا يستطيع هذا الفرد أن يفهم المسميات أو الأشياء إلا إذا تم فهمها و التعرف عليها.
4. أسلوب حل المشكلات: حينما يشاهد الطالب تقنية تعلمية، فإنها في الغالب تثير فيه بعض التساؤلات والتي قد لا تكون مرتبطة مباشرة بموضوع الدرس. و قد تنمي هذه التساؤلات أو التي تنبع من حب الاستطلاع، أسلوب حل المشكلات لدى هذا التلميذ إذ في العادة ما يسير هذا الأسلوب.
5. المهارات: تقوم التقنيات التعليمية بتقديم توضيحات علمية للمهارات المطلوبة تعلمها.
6. محاربة اللفظية: عدم معرفة الطالب أحيانا لبعض الجمل أو الكلمات، مما يتسبب بخلط المعنى لديه، ولكن بالصورة توضح المعنى لها.
7. تتيح للمتعلم فترة تذكر أطول للمعلومات.
8. تشوق المتعلم و تجذبه نحو الدرس.
9. تدفع المتعلم ليتعلم عن طريق العمل.
10. تدفع المتعلم نحو التعلم الذاتي.
11. تنمي الحس الجمالي فالتقنية التعليمية تكون في الفر د القدرة على حسن العرض
12. تنمية الميول الايجابية لدى التلاميذ
13. معالجة مشاكل النطق والتاتاة.
و يرى الباحث مزايا أخرى للتكنولوجيا في التعليم:
vإنها تساعد تقوية الشخصية للتلميذ.
vتساعد على التعلم الذاتي.
vتنمي التفكير الإبداعي.
ج- أي دور للمدرس في عصر تكنولوجيات الاتصال
و مهما تكن الحال، فمع الاعتراف بدور الوسائل في إنتاج محتويات مؤثرة إلا أن ذلك لا يلغي دور المعلم في العملية التربوية أو يحد من فعاليته، اعتبارا إلى أن المعلم الخبير مدعو إلى توظيف مختلف الوسائل السمعية البصرية والرقمية التفاعلية من أجل تجويد التمشيات والمكتسبات فيبقى المعلم وحده سيد فصلة فهو الذي يختار المحتويات والمقاطع وفق حاجيات منظوريه.