[لقد اصبحت العولمة حديث الناس في كل مكان خاصه هذه الايام، وكثرت حولها المصطلحات والتعريفات التي تجري على الالسن والاقلام ولعل اكثر هذه المصطلحات شيوعا هو ان العالم اصبح قريه صغيره وهو تعريف فيه الكثير من الحق.
فقد اصبح العالم مكاناً صغيراً بفضل الإتصالات الحديثه والقدره على تبادل المعارف و الإنتقال من مكان الى آخر وإستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ولكن هذا التواصل تقابلة نزعه واضحه إلى التشبث بالقوميه وبالغه مهما يكن انتشارها محدوداً وكأنما تقابل بعض الشعوب لهذه النزعه سلطان العولمه الذي يعتمد في المقام الأول على السياده في الإقتصاد والصناعه والتجاره والنفوذ السياسي وتلوذ الشعوب بقوميتها وتراثها ولغتها كيلاتذوب وتصبح قطره في ذلك المد الجارف والامثله كثيره على هذا الاتجاه في دول البلقان وغيرها.[1]
عناصر العولمة
العولمة تتكون من الثالث العناصر الرئسية التاليه :
1. تعميم الرأسماليه
ان التغلب الأسماليه على الشيوعه جعلها تعمم مبادئها على كل المجتمعات الاخر، فأصبحت قيم السوق ، والتجاره الحره ، والانفتاح الاقتصادي ، والتبادل التجاري ،وانتقال السلع ورؤوس الاموال، وتقنيات الانتاج والاشخاص والمعلومات هي القيم الرئجه، وتقود أامريكا وتفرضها عن طريق مؤسسات البنك الدولي، وغيرها من المؤسسات العالميه التابعه للامم المتحده، وعن طريق الاتفاقيات العالميه التى تقرها تلك المؤسسات كإتفاقية الجات وغيرها.
2. القطب الواحد
تفردت امريكا بقيادة العالم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكيك منظومته الدوليه، ومن الجدير بالملاحظه انه لم تبلغ امبراطورية في التاريخ بقوة امريكا العسكريه والاقتصاديه، مما يجعل هذا التفرد خطيرا على الاخرين في كافة المجالات الاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه ... إلخ.
3. ثورة التقنيات والمعلومات
مرت البشريه بعدة ثورات علميه منها ثورة البخار والكهرباء والذره وكان اخرها الثوره العلميه والتكنولوجيه والخاصه بالتطورات المدهشه في عالم الكمبيوتر، وتوصل الكبيوتر الحالي الى إجراء أكثر من ملياري عمليه مختلفه في الثانيه الواحدة وهو الامر الذي كان يستغرق الف عام لإجرائه في السابق، اما المجال الآخر من هذه الثورة فهو التطورات المثيره في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي تتيح للأفراد والدول والمجتمعات للإرتباط بعدد لا يحصى من الوسائل التي تتراوح بين الكبلات الضوئيه والفاكسات ومحطات الاذاعة والقنوات التلفزيونيه الأرضية والفضائية التي تبث برامجها المختلفه. بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر والبريد الإلكتروني وشبكات الإنترنت التي تربط العالم بتكاليف اقل وبوضوح اكثر على مدار الساعه، ولقد تحولت تكنولوجيا المعومات إلى أهم مصدر من مصادر الثروة أو قوة من القوى الاجتماعية والسياسية والثقافية الكاسحة في عالم اليوم. [2]
الجذور التاريخيه للعولمة
ان تحليل الجذور التاريخيه اظاهرة العولمة يوضح قيامها ، منذ بدايتها الاولى ،على عالم الاقتصاد والسياسه ، فقد بدأ مفهوم رأس المال البزوغ مع تهميش السلطه ،وتزايد حركة التجاره الذي اسهم في كسر العزله الاقتصادية، على صعيد الكره الارضيه ، استرعى هذا كل انتباه القوميات ، فكان ان التقت القوميات ورؤس الاموال ، مما اتاح الفرصة لانفتاح الاقتصاديات القوميه على ديناميكية العلاقات التجارية، وتوحيد الاسواق الداخلية.
وقد شهد القرن التاسع عشر أوج الاقتصاد، ولم يكن قد بلغ حد العولمة بعد، انما امتد عالمياً الى حد بعيد والنتيجة أن اصبحت التأثيرات الاقتصاديه لهذه العولمة لاسيما في الوقت الحالي أكثر حدة ووضوحا منها على الثقافات القوميه. وفي الجال السياسي ثمة ظاهره تشكل العولمة، وهي تتكون من حركات سياسيه، تعمل على مستوى عالمي.
ومن هنا فالعولمة بمفهوم الطرح الغربي والامريكي، والذي يسعى الغرب الى ترويجه بشتى الوسائل التكنولوجيه الحديثه، هي محاولة فرض نموذج معين للثقافه. ويمكن القول بأن العولمة الثقافيه نتيجة حتمية وملازمتها للعولمه الاقتصاديه. لكن الثقافه المقصود بها في شعار العولمة هي الثقافه "الاستهلاكيه" الموجهه اساسا لدعم العمل الاقتصادي والتجاري، فهي تخص عالم الموضات والفنون بمختلف اشكالها.
وبعد ذلك انتقل مفهوم العولمة من الفضاء الاقتصادي والسياسي الى الفضاء الاقتصادي والسياسي الى الفضاء الثقافي والاعلامي والادبي أو مايعرف ب "عالمية الادب"، ومايعرف بالثقافه الشامله أو "القريه الصغيره"أو المجتمع الكوني "الكوزموبوليتي"، الذي يكمن وراء انتشار الثقافات والتدخل الحضاري بين الشعوب.
ويمكن ان نعتبر الولايات المتحده الامريكيه البلد الاكثر انفتاحا على العالم والاكثر حضورا فيه، فلذلك ان الحضور العالمي على الصعيد الامريكي يؤكد ظاهرة العولمة، حيث يتوافق صطلح "العولمة" مع معنى "الامركة" بحيث اضحى يتم النظر الى العولمة على انها قادمه من امريكا، فالعولمة اذن بصدد جعل بقية العالم شبيها بعض الشيء بامريكا خيرا وشرا.[3]
أبرز اخطار العولمة وكيفية مواجهتها
للعولمة أخطار كثيرة ومختلفة على الدولة والفرد ومن ابرز هذه الاخطار مايلي:
الخطر الأول: إحياؤها مجتمع الخمس وإفقارها أربعة أخماس المجتمع الآخرين
ستؤدي العولمة إلى تشغيل خمس المجتمع وستستغني عن الأربع الأخماس الآخرين نتيجة التقنيات الجديدة المرتبطة بالكمبيوتر فخمس قوة العمل الكافيةلإنتاج جميع السلع، وسيدفع ذلك بأربعة أخماس المجتمع إالى حافة الفقر والجوع، ومن مخاطر العولمة ايضاً قضاؤها على حلم مجتمع الرفاه، وقضاؤها على الطبقة الوسطى التي هي الأصل في احداث الإستقرار الاجتماعي، وفي إحداث النهضة والتطور الاجتماعي، ومن مخاطرها ايضاً دفعها بفئات اجتماعية متعددة إلى حافة الفقر والتهميش، فيكون هناك تفاوت بين الطبقات في كل دولة حيث يستأثر قلة من السكان بالشطر الأعظم من الدخل الوطني والثروة القومية، في حين يعيش أغلبية السكن على الهامش.