إن كثيرا من المشاكل التي تحدث في حياة الإنسان في حقيقة أمرها مردها إلى موقف الإنسان ذاته من أسباب ودواعي هذه المشاكل، وما أردت ان أتحدث عنه في هذا الموقف هو حال رجل التربية عندنا، تمر الأيام والشهور والسنون وتتبدل المناهج املا في تحسين الأداء التربوي، إلا ان التفكير في تحسين حالة المربي موازة مع هذه الإصلاحات تبقى محتشمة، فالمربي تتجاذبه المشاكل من كل ناحية وقد اجتمعت عليه نوازل مجمعة منها ماهي ظرفية ومنها ماهي من صنع يديه، ومنذ زمن غير بعيد ظل أمل التحسن والتحسين يراود افكاره ولكن كلما احس بمتنفس الا وجاء مايغلق هذا الطريق، المربي اليوم تطحنه كثير من الظروف فجعلته ينحني لمجر د نسمة هابة وحرارة قارة، فالمجتمع يترصد حركاته والوزارة تخنق مجال تحركاته، وهو يتاكل مع الايام في ظل الإصلاحات التي تهب في بداية كل موسم وتتجدد في نهاية كل سنة، ولكن اريد فقط في هذه المداخلة ان اقف على نقطة جوهرية في مسار هذا المربي الذي سلم مقاليد امره لغيره ممن يدعون انهم يدافعون عنه وفي حقيقة امرهم لايدافعون الا على مصالحهم الشخصية في تحقيق الترقيات والحصول على المناصب ويبقى المربي في اخر طابور ويظل كورقة تتلاعب بها الرياح، فالمربي الذي لايعرف الا في وقت المحن ويجازف بحياته في سبيل اداء رسالته بينما البعض الاخر يقف خلف الستار ويتفرج على معاناته ويتلذذ بها، لان صادية البعض اظهرت بجلاء كيف يصاب البعض بالنشوة في تعذيب الطرف الاخر، خاصة في المناسبات التي يصبح فيها المربي كبش فداء ، وليس من حقه ان يحصل حتى على اهم حقوقه كطرف فعال في العملية التعلمية، ومايحدث احيانا في التجمعات المختلفة في مراكز الحراسة والتصحيح من تجاوزات في حقه كانسان كامل الإنسانية، وربما هؤلا ء الذين يتعمدون ذلك لسبب من الأسباب أو تحت ظرف من الظروف تجد فضل هذا المربي عليهم قائم، فالطعام الذي يقدم له في هذه التجمعات يوحي بمكانته ناهيك عن بعض التصرفات التي تصدر من اناس مع الأسف هم من نفس الطينة ( مربين تأتت لهم الظروف وتنصلوا لبني جنسهم وتنكروا له) لااريد ان اتحدث عن الاكل والشرب حتى لايفهم البعض ان المربي همه كرشه معاذ الله- ولكن اريد ا ن ابين ان القصد هو مايتعرض له من المهانات كسوء نوعية الوجبة، وحشر المربين بطريقة غير لائقة في مكان ضيق وحرمانه من بعض المتطلبات كالماء المعبأ الذي يوزع لكل من هب ودب الا لهذا المربي.... وحقيقة الوضع يتسبب فيه بعض المربين بسلوكهم السلبي الذي جعلهم يتقبلون كل شيء وكأنه قدر محتوم عليهم... والحال كما هو وتبقى ديار المربين على حالها، فقد صدرت حقوقهم في الإدارة ذات ربيع نتيجة التلاعبات، وبعض زج في السجون نتيجة تعنتر الاولياء، والبعض بين مطرقة الأمر بمهمة الحراسة وسندان المجتمع الذي لايعترف الا بنجاح الأبناء عن طريق الغش والزوم والتهديد بالكلوم والويل كل الويل لمن يقف في طريقهم او في طريق رغبة ابنائهم، والبعض يتلذذ بحرمان المربي من وجبة غذائية اومن قارورة ماء اومن فنجان قهوة وشاي لا لشيئ الا لانه مربي...............