لا شك أن النظرة القرآنية تولي الأسرة عناية فائقة نظرا للدور الفعال الذي تلعبه على الناحية الاجتماعية، قال تعالى:"و من آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"
الأسرة هي تلك العائلة المتكونة من الأب و الأم و الأولاد و قد تتسع لتشمل الأجداد و بعض الأقارب و التي تربط بينهم علاقة المحبة و التعاون و التضامن و الاحترام.
من الأسف أن نسرد تلك الصفحات السوداء للمجتمع البدائي الذي لم يكن قائما على أساس المحبة و التعاون، فقد كان القوي يأكل الضعيف و قد كان التسلط و الاستبداد من طرف رب العائلة أو زعيم القبيلة فانتشرت الإباحية و الزواج بالمحارم و قتل الأولاد حين الفقر و بيعهم عند الحاجة و تسديد الدين، فكانت العائلة تمضي في حياتها كالقطيع من غير راع، و كان مصطلح الحقوق و الواجبات غائب آنذاك فاختلطت الأنساب، أما المرأة فكانت مخلوقا سخر للخدمة و المتعة و الأشغال الشاقة، فكانت تباع و ترهن وتقرض و قد سلبت جميع حقوقها حتى حق الآدمية حتى جاء المؤتمر الذي عقده الفلاسفة و المفكرين في سنوات غابرة قبل الميلاد و خرجوا بنتيجة أن المرأة إنسان و لها روح؟؟
فكيف كانت الأسرة في العصر الجاهلي؟: من حسن لأحسن شيئا فشيئا، فقد كان للرجل العربي نخوة و مروءة و غيرة، بدء يهتم و يفتخر بالأنساب و الأولاد و كان يفتخر بالذكور و يتباهى بعددهم، لكن بقي الوضع ناقص لأنهم همشوا أهم عنصر فيه ألا و هو المرأة، حيث كانت رمزا للعار و الرذيلة لذلك كانوا يسارعون بدفنها و هي حية، و كان الخيار يعود لها في أمور حياتها و حتى في زواجها.
الأسرة في الإسلام: الحمد لله أنه أنار بنور الإسلام هذه الظلمات و أعاد الاعتبار للأسرة التي هي الخلية الأساسية لبناء المجتمع، فبدأ يضع القوانين و التشريعات الخاصة بالأسرة مثل:
1- علاقة الآباء بأبنائهم و بذي القربى، قال تعالى:" و اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى".
2- علاقة الأزواج فيما بينهم، قال تعالى: "و عاشروهن بالمعروف"، و قال أيضا:" و لكم مثل الذي عليهن بالمعروف".
3- إعطاء حقوق المرأة من صداق و معاملة حسنة و نصيب من الميراث و حق التعلم و أداء العبادات كالرجال من صيام و صلاة و حج، و أكبر من ذلك أن الإسلام أعفاها من المهمات الشاقة كالجهاد و الأعمال ذات المخاطر المحتملة و الأسفار الشاقة إلا للضرورة القصوى، و شعاره في ذلك:" رفقا بالقوارير"، و يكفي أن الجنة تحت أقدام الأمهات.
4- جعل القوامة للرجل لأنه سيد البيت و لعلم الله تعالى أن الرجل أصلب و أرزن في مثل هذه المهام.
5- الطاعة و الاحترام من شعائر الإسلام، طاعة الصغير للكبير و احترام كل منهما للآخر و ذلك بالتوقير و عدم الجدال و السير على نهج الصالحين.
لا شك أن أهم عنصر تبنى عليه الأسر و تستقر هو المودة و السكينة، و قد ركز الإسلام على هذا الجانب الروحاني كثيرا، فليس المهم توفير الماديات و الإنفاق غير المتناهي، و إنما غرس المودة بين أفراد العائلة هو الجوهر، حيث يكبر الإخوة و هم لا يحملون ضغينة أو حقدا لأحد حتى إذا أصيب واحد منهم هبوا إليه مسرعين، و إذا كبر آباءهم أحسنوا إليهم و لم يرموهم إلى مراكز العجزة.
أما السكينة فهي الهدوء النفسي الذي ينتج من هذه الأسرة التي تكون بعيدة عن المشاكل و الاضطرابات، و بهذا تكون النفوس سليمة بعيدة عن العقد و الأمراض النفسية التي هي سبب الانحراف و التشرد و الإدمان
1- خلو الأسرة من الجانب الوجداني كالتعاطف و التعبير عن المودة.
2- ضعف إيمان رب الأسرة و زوجته لأنهم قدوة لأبنائهم.
3- عدم اختيار الرجل للزوجة الصالحة.
4- كثرة الخلافات على أمور تافهة من حطام الدنيا.
5- عدم الاحتكاك بالأسرة الصالحة.
6- قلة العلم الشرعي و الدنيوي الذي يوضح كثيرا من الأمور كالطرق اللينة للتربية الصالحة.
7- عدم الاستعانة بالله تعالى بالدعاء(رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك أنت سميع الدعاء).
السؤال : من خلال فهمك للحديث الشريف أذكر النتائج المترتبة عن أكل الحرام ثم بين شروط استجابة الدعاء؟