الكلام من حيث أجزاؤه التي يتركب منها ينقسم إلى ثلاثة أقسام،وهي: 1-الاسم:وهو لغة:ما دل على مسمى. وفي الاصطلاح هو: "كلمة دلت على معنى في نفسها ،ولا تقترن بزمان ". قال بعضهم:
وَالاسْمُ مَا مَعْنَاهُ فِي نَفْسِهِ مِنْ غَــــــــــــيْرِ اعْتِبَارٍ بِزَمَانٍ مُقْتَرِنْ
وهو على ثلاثة أقسام:
1-الاسم المُظْهَر :نحو " زيد "و " عمرو "، ويُحَدُّ بأنه :" ما دَلَّ على مُسَمَّاهُ بلا قَيْد " - أَيْ : من القيود الآتي ذكرها - .
2-الاسم المُضْمَر : نحو " أنا ، وأنت ، وهو"، ويحد بأنه : "ما دَلَّ على مُسَمَّاهُ بقَيْد التكَلُّم ، أَوْ الخطاب ، أَوْ الغيبة ".
وقَيْد التكَلُّم مثاله : أنا ، فهو يدل على الْمُتَكَلِّم .
وقَيْد الخطاب مثاله : أنت ، فهو يدل على مُخاطَب .
وقَيْد الغَيْبة مثاله : هو ، فهو يدل على غائب .
وجميع هذه الأسماء بقيودها ضمائر ؛ ولذا سُمِّيَت بـ " الأسماء الْمُضْمَرة " .
3-الاسم الْمُبْهَم : نحو "هذا والذي " ، ويُحد بأنه :"ما دَلَّ على مُسَمَّاهُ بقَيْد : الإشارة أَوْ الصِّلة " .
وقيد الإشارة مثاله : هذا ، فهو اسم إشارة .
وقيد الصلة مثاله : الذي ، فهو اسم موصول .
واسم الإشارة والصِّلة كلاهما يدل علي مُبْهَم . ولذا سُمِّيَا بـ " الأسماء الْمُبْهَمة " .
وذهب جماعة من النحاة إِلى أن الاسم الْمُبْهَم من المضمر ، ومِنْ ثَمَّ جعلوا الاسم قسمين : مُظْهر ، ومُضْمر . 2-الفعل:لغة:الحدث. وفي الاصطلاح هو:"كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد من الأزمنة الثلاثة"،والتي هي :الماضي والحال والاستقبال. قال بعضهم:
وَالفِعْلُ مَا دَلَّ عَلَى الزَّمَان وَحَـدَثٍ دَلاَلَةَ اسْتِضْمَان
وهو على ثلاثة أقسام: 1-ماض:نحو:"كَتَبَ-عَلِمَ-أَسْلَمَ...". 2-مضارع:نحو:"يَكْتُبُ-يَعْلَمُ-يُسْلِمُ......". 3-أمر:نحو:"اكْتُبْ-اِعْلَمْ-أَسْلِمْ....". وسيأتي مزيد بيان في مبحث الأفعال من هذه المذكرة إن شاء الله تعالى. 3-الحرف:لغة:الطرف. وفي الاصطلاح:"هو كلمة دلت على معنى في غيرها". وهو من حيث دخوله على الأسماء أو الأفعال على ثلاثة أقسام هي: 1-مشترك بين الأسماء والأفعال:مثل أدوات الاستفهام. 2-مختص بالأسماء:وهي أدوات الجر. 3-مختص بالأفعال:وهي أدوات الجزم. والدليل على انحصار قسمة الكلام في هذه الأقسام الثلاثة أمران، هما:
أولا : الاستقراء التام ؛ حَيْثُ استقرأ أئمة اللُّغَة الكلام ، فوجدوه لا يخرج عن كونه : اسماً ، وفعلاً ، وحرفاً جاء لمعنى . والاستقراء التام حجَّة باتفاق .
ثانيا : الدليل العقلي ؛ إِذْ العقل لا يقبل غير تلك القِسْمة .