نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: الشباب وترك الدراسة الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 11:52 am | |
| التربيةوالتعليم، والتأهيل العملي للحياة، قضايا أساسية في حياة الانسان، ففاقدالتربية السويّة، التي تعدّه لأن يكون فرداً صالحاً في بناء المجتمع،وانساناً مستقيماً في سلوكه، ووضعه النفسي والأخلاقي، يتحول الى مشكلة،وخطر على نفسه ومجتمعه. والفرد الذي لا يملك القسط الكافي من التعليموالمعرفة التي يحتاجها في الحياة، هو جاهل يضر نفسه ومجتمعه، ولا يمكنه أنيساهم في بناء حياته أو مجتمعه بالشكل المرجو من الانسان في هذا العصر. فالأبوانالجاهلان لا يعرفإن كيف يربيان أبناءهما، والزوجة الجاهلة لا تعرف كيفتتعامل مع زوجها والفلاّح الجاهل لا يعرف كيف يستخدم طرق الزراعة، وصاحبالثروة الجاهل لا يعرف كيف يوظف ثروته. وهكذا ينسحب أثر الجهل في كلحقل من حقول الحياة. وليس هذا فحسب، بل وأن الجهل هو مصدر الشروروالتخّلف، بل وسبب رئيس من أسباب الجريمة في المجتمع. فالمجتمع الجاهل،أو المثقل بالجهل، لا يمكنه أن يمارس عمليات التنمية والتطور، والخلاص منالتخّلف، والتغّلب على مشاكله: السياسية، والأمنية، والاقتصادية،والاجتماعية. والشباب الاُمي، أو الذي لم يستوفِ القدر الكافي منالمعرفة والثقافة، وكذا الذي لا يملك التأهيل العملي، كالحرفة والمهنة، لايمكنه أن يؤدي دوره في المجتمع، أو يخدم نفسه واُسرته بالشكل المطلوب،وتفيد الدراسات والاحصاءات، أنّ الاُمية والجهل، وقلة الوعي والثقافة، هيأسباب رئيسة في مشاكل المراهقين والشباب. وبذا تكون مشكلة الاُمية، وضعف التأهيل العملي، هما من أهم المشاكل التي يجب التغلب عليها من قبل الاُسر والدول. وغيرهذه المشكلة فإن هناك مشكلة ترك الدراسة، في المرحلة الابتدائية، أوالمتوسطة، أو الثانوية، أو الجامعية. وهي احدى المشاكل الكبرى التي عرّضت،وما زالت تعرض مستقبل الشباب للخطر، فهي تدفعهم للبطالة وللتسكّع، واقترافالجرائم والممارسات السلوكية المنحرفة، ما لم يكن هناك اصلاح، أو توجيهأُسري، أو رعاية اجتماعية. ولترك الدراسة أسبابها النفسية والعقليةوالاجتماعية والاقتصادية، وربما الصحية أحياناً. كما انّ للتشرد الناتج عنالاضطهاد السياسي، وعدم الاستقرار الأمني، دوره الكبير في ترك الدراسةوانتشار الاُمية. و ثمة سبب مدرسي يساهم في الارغام على ترك الدراسة، منقبل البعض من الطلبة، وهو سوء تعامل الادارة، أو المدرسين مع الطالب أوالطالبة. إن الطالب الذي يعيش مشكلة نفسية، ربما كان سببها الاُسرة،وسوء تعامل الأبوين، أو المشاكل المستمرة بينهما، أو مشاكل الطلاق التيتؤدي الى ضياع الأبناء، وتشرّدهم، أو تقصير الآباء وعدم رعايتهم لأبنائهم،واهمال حثّهم وتشجيعهم، وعدم توفير الظروف اللازمة لمواصلة الدراسة؛ إنّكل تلك المشاكل تساهم في ترك عدد من الطلبة للدراسة، وفقدان الدافع نحومواصلتها. كما انّ انصراف ذهن الطالب عن الدراسة، وارتباطه بأصدقاءالسوء، أو أصدقاء فاشلين يدفعونه نحو اللهو أو اللعب والعبث، أو الممارساتالسيئة؛ ان كل تلك الأسباب تؤدي بالطالب الى ترك الدراسة، وتدمير مستقبله،وربما الجناية عليه. ولعل من الأسباب المهمة لترك الدراسة، بصورةاضطرارية، أو التوقف عن اكمالها هو الفقر، فالعائلة الفقيرة لا تستطيع أنتُوفّر النفقات اللازمة لدراسة الأبناء، مما يضطر الطالب الى ترك الدراسةفي فترات مبكرة، وهو لمّا يستوفي القسط الكافي منها، ليتوجه الى العمل،وكسب لقمة العيش. ان كل تلك المشاكل وأمثالها بحاجة الى دراسة علمية، ووضع الحلول لها من قبل الدولة والاُسرة والمجتمع والمدرسة. | |
|