نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: الشيب المبكر ظاهرة تغزو رؤوس الشباب الأحد يونيو 27, 2010 3:28 pm | |
| التوتر والقلق والضغوط النفسية تعجل بظهوره الشيب المبكر أصبح مشكلة تؤرق الشباب من الجنسين، خاصة ممن لم تتعد أعمارهم العشرين، ورغم أن السبب الرئيسي لهذه المشكلة غير معروف على وجه الدقة حتى الآن، إلا أن من أكثر العوامل التي تؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض هو تكرار التعرض للقلق والتوتر والضغوط النفسية، وقبل هذه العوامل يأتي الاستعداد الوراثي .
دكتور محسن سليمان -أستاذ الأمراض الجلدية والتجميل بطب قصر العيني- يرى أنها ظاهرة بالفعل لم تكن موجودة منذ ثلاثة إلى أربعة أجيال ماضية، ويرى أن أهم أسباب هذه الظاهرة التي يشكو منها نسبة كبيرة من الشباب في سن مبكرة، هو العامل الوراثي، حيث تنتقل هذه الصفة إلى الأبناء وتظهر بشكل أكبر في الذكور، وغالبا ما تظهر على مقدمة فروة الرأس، وقد يصاحبها بقع فاتحة اللون بالجلد .
كما أن العيش تحت ضغوط من التوترات النفسية والعصبية يعمل على ظهور شعيرات أو خصل بيضاء في شعر الرأس، ورغم أن هذا التأثير محدود في الشعر إلا أنه في حالات نادرة قد يظهر شعر الشيب فجأة ليشمل معظم الرأس، كما هو الحال عند التعرض للصدمات العصبية الحادة أو الخوف الشديد، وتفسير هذه الظاهرة بأن تلك المؤثرات تؤدي فعلا إلى ظهور الشعر الأبيض، نتيجة توقف نشاط الخلايا الملونة، وتسبب كذلك تساقط الشعر الملون بنسبة كبيرة حيث يظهر بعدها الشعر الأبيض متفوقا في العدد على الشعر الملون، وإذا استمر تأثير تلك العوامل فإنما يتبقى من الشعر الملون يتحول إلى شعر أبيض، وبهذا يبدو شعر الرأس أبيض اللون، كما وجد أن الخلل في الهرمونات يؤثر في سرعة ظهور الشيب، كما هو الحال عند نقص إفرازات الغدة النخامية التي تنشط إفرازاتها الخلايا الملونة، فإذا نقصت إفرازات تلك الغدة فإن الشعر يفقد اللون، كما أن النقص في إفرازات الغدة الدرقية يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض كذلك، كما تؤدي الإصابة ببعض الأمراض مثل مرض الثعلبة، وهو التساقط الموضعي للشعر؛ إذ تظهر مناطق من فروة الرأس خالية من الشعر نتيجة عوامل مختلفة، وعندما تستعيد البصيلات نشاطها فقد يحدث أحيانا أن تبقى الخلايا الملونة خاملة ولا تعطي الشعر اللون الطبيعي، لهذا يظهر الشعر الذي نما في تلك المنطقة غير ملون، وكذلك الإصابة بمرض البهاق، ويحدث مرض البهاق عندما تفقد الخلايا الملونة بالجلد مقدرتها على إفراز المادة الملونة، وبهذا تظهر مناطق من الجلد بيضاء اللون، وإذا حدث نفس المؤثر في فروة الرأس فإن الشعر يفقد لونه الطبيعي كذلك، ويصبح أبيض اللون، وكذلك التعرض للحرارة الشديدة أو التعرض المستمر للأشعة السينية، واستخدام صبغات الشعر والكريمات الرديئة قد يؤدي إلى ظهور الشعر الأبيض .
ويضيف دكتور محسن سليمان أن الشيب المبكر يرجع أحيانا نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل البهاق الجلدي ويحدث فيه اضطراب داخلي يؤدي إلى ظهور خلايا مهاجمة لخلايا اللون، حيث إن خلايا اللون في الجلد تظل تعمل طوال العمر، لكن الخلايا الملونة في الشعر تعمل لمدة من 3 - 5 سنوات حيث إنها تحقن الشعر باللون المستمر له .
وقد دلت الدراسات أن الأسباب الرئيسية لتوقف هذه الخلايا عن العمل منها ما هو معروف مثل العامل الوراثي، والعامل النفسي، وتقدم العمر، وكذلك الهزال والضعف البدني العام، بالإضافة إلى سوء التغذية الناتج عن نقص بعض العناصر الغذائية مثل النحاس وحامض الفوليك وفيتامين (ب) المركب بأنواعه، وكذلك من الأسباب الأخرى التعرض لحرارة عالية، والإصابة بالملاريا، وفقر الدم، والاختلال في إفرازات الغدة الدرقية، كلها مسؤولة عن بعض حالات الشيب المبكر وظهور الشعر الأبيض .
ومن أسباب الشيب المبكر أيضا التهاب اللثة والأسنان المتكرر، وقشرة الشعر، وأمراض التوتر العصبي، وظاهرة انتشار الشعر الأبيض في مرضى الأعصاب أكثر وضوحا من غيرهم، وكذلك في حالة الشلل النصفي حيث يظهر الشعر الأبيض في النصف المشلول من الجسم .
وعلاج الشيب المبكر يكون في تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوثه، والعلاج المبكر للأسباب هو الاهتمام بالصحة العامة والاهتمام بنظافة الشعر وتغذيته وإزالة البؤر الصديدية بالجسم، مثل التهاب اللوزتين، وعلاج الإمساك والغدة الدرقية وتنظيم إفرازها مع تدليك فروة الرأس، والإكثار من تناول فيتامين (ب) المركب لفترات طويلة يؤدي إلى الإقلال من حدوث الشيب المبكر، وضرورة الشعور بالاستقرار النفسي حيث إنه من أهم العوامل التي تؤدي إلى تقليل ظهور الشيب المبكر.
ويرى دكتور محمد عامر -أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس كلية طب الزقازيق السابق- أن الشيب عملية فسيولوجية تحدث عادة عند التقدم في العمر، وذلك عندما لا تستطيع الخلايا الملونة أن تفرز مادة (الميلانين)، وهي المادة المسؤولة عن إكساب الشعر اللون والتي تعطي الشعرة الملونة الاستمرار في نشاطها، إذ تفقد الشعرة لونها وتصبح بيضاء، وهذا ما يسمى بالشيب، وظهور الشيب على شعر الرأس أو الوجه لا يعني مطلقا التقدم بالسن، فقد يظهر قبل البلوغ، ووجد أن الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية والوراثية لهما أثر مهم في ظهور الشيب، وتجب الإشارة الى أن بعض حالات الشيب المبكر تكون مؤقتة، إذ قد تعاود الخلايا الملونة نشاطها مرة أخرى خاصة بعد زوال المؤثر وبالتالي يعود لون الشعر إلى وضعه العادي، ويحدث هذا أحيانا في أمراض الحميات ومرض الثعلبة .
وينقسم الشيب إلى نوعين هما الشيب نتيجة للتقدم في العمر، ويحدث بعد مرور السنين نتيجة تناقص عدد الخلايا الصانعة للميلانين، مما يتسبب لظهور الشعر باللون الأبيض لون المشيب المهيب. بالإضافة إلى ازدياد الجيوب الهوائية الموجودة بين خلايا قشرة الشعر نفسها، وهذا الهواء بما يحتويه من أكسجين قادر على أكسدة الميلانين الموجود في خلايا قشرة الشعر وتحويلها إلى مادة عديمة اللون أي ابيضاض الشعر، أما النوع الثاني فهو الشيب المبكر، ويحدث نتيجة تدهور وموت الخلايا الملونة بالشعر، وأول ما يظهر هذا النوع من الشيب على جانبي الرأس، ثم يمتد بعد فترة إلى وسط الرأس، أما المناطق المقاومة للشيب فهي مؤخرة الرأس، والتي نادرا ما يظهر الشيب فيها .
ويبدأ الشيب في الظهور في جذع الشعرة، ومن أخطر أنواع الشيب هو الذي يحدث بسرعة وبفترة زمنية قصيرة قد لا تتعدى ساعات قليلة نتيجة التعرض لضغوط نفسية أو لحوادث عصبية وقاسية، وهنا يظهر على شكل دوائر حلقية يغطي كل فروة الرأس وبطول الشعرة كلها .
وأوضحت الأبحاث الطبية أن هناك أكثر من حوالي 26 حالة من هذا النوع، وأشهر هذه الحالات التي يذكرها التاريخ حالة (ماري أنطوانيت) في أثناء الثورة الفرنسية، التي قررت الثورة إعدامها بالمقصلة، وفي يوم التنفيذ (أكتوبر 1793) لم يعرفها الناس، حيث إن شعرها تحول خلال ساعات إلى اللون الأبيض نتيجة الفزع والشد العصبي العنيف، أما الابيضاض المفاجئ للشعر في غضون ساعات فربما يكون ناتجا من إفراز إنزيمات سريعة الانتشار قادرة على أكسدة كمية الميلانين في الشعر بسرعة فائقة، هذه الإنزيمات تفرز مباشرة في الدم نتيجة الاضطرابات النفسية، والسبب الرئيسي الذي يؤدي إلى ظهور اللون الأبيض هو توقف الخلايا الملونة في بصيلة الشعر عن تكوين الميلانين .
عدل سابقا من قبل نرجس في الأحد يونيو 27, 2010 3:42 pm عدل 1 مرات | |
|
نرجس مشرف
عدد المساهمات : 4946 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 30 الموقع : https://ibdaa.roo7.biz
| موضوع: رد: الشيب المبكر ظاهرة تغزو رؤوس الشباب الأحد يونيو 27, 2010 3:38 pm | |
| توصل باحثون من ألمانيا وبريطانيا إلى أن زيادة إنتاج سائل بيروكسيد الهيدروجين أبرز الأسباب التي تقف وراء الإصابة بالشيب مع تقدم العمر، أما الأسباب الأخرى فتتعلق بعوامل نفسية ووراثية. والعجيب أن القرآن تناول موضوع الشيب في ثلاث آيات الأولى تشير إلى حدوث تفاعلات كيميائية تسبب الشيب، والثانية تشير إلى العوامل النفسية كالخوف الشديد، والثالثة تشير إلى عامل الوراثة والتقدم في السن، وهذا يطابق تماماً ما كشفه العلماء في أحدث دراسة عن أسرار الشيب.
مادة بيروكسيد الهيدروجين H2O2 وهي سائل شفاف أثقل من الماء يؤثر على الجلد فيحرقه، وهو سائل يشتعل بشدة إذا تعرض للحرارة (بحدود مئة درجة مئوية). ويستخدم هذا السائل بتركيز 3 % من أجل صباغة الشعر وكمطهر طبي، ويستخدم أيضاً كوقود للصواريخ (مصدر للأكسجين من أجل سهولة الاشتعال). هذه المادة القابلة للانفجار والاشتعال يزداد تركيزها مع تقدم السن وبالتالي تحدث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى ظهور شيب الرأس.
لأول مرة العلماء يكتشفون سرّ الشيب
في بحث نشرته مجلة ASEB الأمريكية Federation of the American Societies for Experimental Biology صرح البروفيسور هاينز ديكر من معهد الفيزياء الحيوية التابع لجامعة يوهانس جوتنبيرغ أن البحث الذي شارك فيه باحثون من جامعة برادفورد في بريطانيا تعرَّف ولأول مرة على آلية شيب الشعر أو تحوله إلى اللون الأبيض. وكان سائل بيروكسيد الهيدروجين المعروف بوصفه مادة مبيّضة للشعر نقطة بداية البحث. حيث اكتشف فريق البحث أن هذه المادة تزداد وتتضاعف مع تقدم الإنسان في العمر، وتراجع كفاءة جسمه بشكل يؤدي إلى صعوبة تحويلها إلى ماء وأكسجين. وهو ما يؤدي بدوره إلى منع تكون مادة الميلانين التي تنتجها الخلايا الصبغية. الجدير ذكره أن هذه المادة تشكل مصدر ألوان الشعر والعين والجلد.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كما نرى تتألف الشعرة من ثلاث طبقات، وتقوم الطبقة الأولى والثانية بتخزين المواد الملونة (الميلانين)، وهي التي تعطي الشعرة لونها. ويوجد نوعين من الميلانين غامق وفاتح، وحسب نسبة المزج بينهما تأخذ الشعرة لونها. وتبدأ هذه العملية عندما يكون الجنين في بطن أمه، وتستمر معه حتى يشيخ. ويبين الشكل الأعلى خلايا الميلانين المختصة بصناعة الأصباغ اللازمة للشعر والجلد.
يخضع الشعر لتأثير العديد من الهرمونات فيزداد نموه بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية لدى النساء والرجال، بينما يقلّل هرمون الإستروجين الذي يفرزه المبيض عند النساء من نمو الشعر.
تستمر عملية نمو الشعر نحو أربع سنوات عند الرجال وست سنوات عند النساء ليبلغ طول نمو الشعر نحو 80 سم. وبعد النشاط الحادّ تبدأ البصيلة بمرحلة الراحة التي تستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر قبل أن تبدأ بالعمل ثانية، فتكوّن شعرة جديدة تدفع القديمة خارجاً لتسقط.
يعتمد لون الشعر على مدى نشاط الخلايا الملونة التي تفرز مادة الميلانين البنية اللون. فسواء كان الشعر أشقراً أو داكناً يرجع إلى كمية الميلانين المنتجة وطريقة توزيعها. أما الشعر الأحمر فيحتوي على صبغة إضافية غنية بالحديد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صورة حقيقية لخلية melanocyte وهي ترسل مادة الميلانين إلى الخلايا حيث يتحكم نشاط الخلايا الملونة والتي تفرز مادة الميلانين في لون الشعر. ويتكون الشعر من ألياف رقيقة مركبة من البروتينات ويظهر في جسم الجنين خلال الشهرين الأولين من عمره ويتركز في الحواجب والشفة العليا والذقن. أما شعر باقي مناطق الجسم فيظهر في الشهر الرابع ويتكون من لب وقشرة والطبقة الكيراتينية والغلاف الجدري الداخلي. يبلغ العدد الإجمالي للشعر في الإنسان زهاء الخمسة ملايين شعرة منها 100.000 – 150.000 في فروة الرأس. ويفقد الإنسان نحو مائة شعرة يومياً يتم تعويض 90 بالمائة منها من خلال النمو الجديد.
بعض حالات الشيب تكون مؤقتة لا يعني ظهور الشيب مطلقاً التقدم بالسن. فقد يظهر الشيب قبل البلوغ أو بعد ذلك نتيجة ظروف معينة. كما أن الاستعداد الشخصي والعوامل النفسية والوراثية لها أثر مهم في ظهور الشيب المبكّر. كما تجدر الإشارة إلى أن بعض حالات الشيب المبكر تكون مؤقتة، إذ قد تعاود الخلايا الملونة نشاطها مرة أخرى بعد زوال المؤثر، وبالتالي يعود لون الشعر إلى وضعه العادي. أما إذا كان المؤثر على الخلايا الأم (الكيراتينوسايتس) التي تنتج الخلايا الملونة، فإن فرصة إعادة تلون الشعر تكاد تكون معدومة وتستمر الشعرة فاقدة لونها.
وتؤكد العديد من الدراسات أن العامل النفسي يمكن أن يؤثر على الشيب، فالخوف الشديد يمكن أن يؤدي إلى تعطيل تشكل مادة الميلانين بسبب انخفاض كفاءة الخلايا في القيام بالتفاعلات الحيوية اللازمة، وبالتالي نرى أطفالاً أو شباباً في سن صغيرة وقد شاب شعر رأسهم.
تأثير مادة بيروكسيد الهيدروجين على ظهور الشيب
زيادة تكوّن مادة بيروكسيد الهيدروجين مع تقدم العمر يؤدي إلى ظهور الشيب! ويشرح البروفيسور ديكر موضحاً فكرة البحث ويقول: "إن سائل بيروكسيد الهيدروجين يتكون بمقدار بسيط في كل أنحاء جسم وشعر الإنسان، ثم تأخذ هذه المادة في الازدياد مع تقدم الإنسان في العمر. حيث تقل كفاءة الجسم في تحويل هذه المادة إلى ماء وأكسجين." وقد أوضح فريق البحث أن سبب ذلك يرجع إلى نقص حاد في تركيز أنزيم "كاتالاز" داخل الخلايا وهو الأنزيم المسئول عن عملية تحويل بيروكسيد الهيدروجين.
إن مادة H2O2 تتمكن في تلك الحالة من التأثير على وظيفة أنزيم آخر يدعى "تيروزيناز" بشكل كبير لدرجة تجعل الخلايا الصبغية عاجزة عن تكوين مادة الميلانين. وبهذا يفقد الشعر لونه تدريجياً من جذوره حتى أطرافه. وأخيراً ذكر البروفيسور ديكر أن فريق البحث بصدد التوصل إلى مستحضر لعلاج الخلل الذي يصيب الخلايا الصبغية في البشرة، والذي يؤدي أيضاً إلى حدوث مرض البهاق. فالميلانين ليس مسئولاً فقط عن لون الشعر، ولكنه مسئول كذلك عن لون العين والبشرة.
وملخص الحقيقة العلمية المكتشفة حديثاً إن هذه المادة تنتج في جميع أنحاء الجسم نتيجة العمليات الحيوية داخل الخلايا، وتنتج أيضاً في بصيلات الشعر، ولكن كميتها قليلة وتزداد تدريجياً مع تقدم العمر. حيث يعجز الجسم عن تفكيك هذه المادة إلى ماء وأكسجين وذلك بواسطة الأنزيم catalyse حيث يقلل الجسم من إنتاج هذا الأنزيم مع تقدم السن. ولذلك فإن المادة H2O2 تهاجم أنزيم tyrosinase المسؤول عن إنتاج المادة الصبغية وبالتالي تتعطل عملية إنتاج صبغة الشعر (الميلانين) ويبدأ الشيب بالظهور.
هل تحدث القرآن عن أسرار هذه الظاهرة؟
والآن يا أحبتي لنتأمل كيف تناول القرآن هذه الظاهرة التي لم تنكشف أسرارها إلا قبل أيام قليلة (23/2/2009)، وقد يعجب المرء من وجود حديث دقيق علمياً في كتاب أُنزل في القرن السابع الميلادي، من أين جاء هذا العلم وما هو مصدره، والجواب إنه الله تعالى الذي جعل كتابه مليئاً بالعجائب والأسرار، لنقرأ هذه الآية العظيمة:
1- يتحدث رب العزة تبارك وتعالى عن عملية اشتعال تحدث في الرأس وتُنتج الشيب، يقول تبارك وتعالى على لسان سيدنا زكريا عندما نادى ربه: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) [مريم: 4]. وفي هذه الآية عدة معجزات:
- الأولى تتعلق بضعف العظام مع تقدم السن، فهذه حقيقة عبر عنها القرآن بكلمة (وَهَنَ) وتؤكد الدراسات أن خلايا العظام تتأثر كثيراً مع تقدم السن. ويقول الباحثون في هذا المجال إن كثافة العظام تصبح أقل مع تقدم العمر، وبالتالي يُصاب الإنسان الهرم بمرض هشاشة العظام Osteoporosis حيث تصبح العظام ضعيفة، وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله: (وَهَنَ الْعَظْمُ)، وهذا التعبير دقيق علمياً لوصف حقيقة المرض. حيث تصبح العظام ضعيفة جداً وقابلة للتكسر تحت أي ضغط.
ويقول الباحثون إن المحافظة على نظام رياضي منتظم ومستمر يؤخر من احتمال الإصابة بهذا المرض، ولذلك أمرنا الله بالمحافظة على الصلوات، فإن الصلاة هي مجهود متكرر تشارك فيه معظم عضلات الجسم، مما يؤدي إلى الحفاظ على نشاط هذه العضلات والمحافظة على كثافة العظام مع تقدم السن.
هناك سبب آخر لهشاشة العظام وهو انخفاض هرمونات الجنس مع تقدم العمر، وهذا يؤثر على كثافة العظام وقوتها. وأفضل تدريب للتخفيف من آثار هشاشة العظام أن نحافظ على الصلوات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هشاشة العظام مرض يصيب كبار السن، وذلك لأن كفاءة العظام تقل تدريجياً مع تقدم العمر، حيث تضعف العظام، وفي الصورة اليمنى نرى عظماً أصابه الضعف والوهن ونلاحظ أنه مثقب ومليء بالنخور والفراغات. وعلى اليسار عظام طبيعي للمقارنة حيث نلاحظ أنه أكثر قوة وتماسكاً وكثافة.
- المعجزة الثانية هي الإشارة القرآنية إلى حدوث عملية اشتعال كيميائية في الرأس ينتج عنها الشيب، ولو تأملنا الحقيقة العلمية المكتشفة فإن المادة المسؤولة عن التسبب في الشيب هي H2O2 وهي مادة قابلة للاشتعال، ويزيد تركيز هذه المادة مع تقدم السن بشدة، مما يؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية جديدة في الخلايا تمنع الميلانين من التشكل (مادة بيروكسيد الهيدروجين تهاجم الأنزيمات المسؤولة عن صناعة الأصباغ)، والتشبيه القرآني دقيق علمياً، لأن فيه إشارة خفية إلى حدوث تفاعلات كيميائية تؤدي إلى الشيب وهو ما نراه بالفعل، والله أعلم.
- هناك علاقة غريبة اكتشفها العلماء حديثاً تربط بين هشاشة العظام وشيب الشعر، ويؤكدون أن الوهن الذي يصيب العظام مع تقدم السن يؤثر على عمل الخلايا المسؤولة عن صباغة الشعر، وبالتالي يسرع في ظهور الشيب! والقرآن ربط في آية واحدة بين وهن العظام وشيب الشعر: (وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا)، وهذا يتفق مع الدراسات العلمية التي تربط بين حدوث الشيب وهشاشة العظم.
2- هناك إشارة قرآنية رائعة إلى تأثير العامل النفسي على شيب الشعر، حيث يخبر تعالى عن أمر عظيم سيحدث يوم القيامة وهو أن الولد الصغير سيشيب شعره من أهوال ذلك اليوم، يقول تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا) [المزمل: 17]. وتخبرنا الدراسات العلمية التي أجراها الباحثون لمعرفة أسرار الشيب أن العوامل النفسية مهمة جداً في تسريع ظهور الشيب، حيث يؤدي الخوف والاضطرابات النفسية إلى سلسلة من الاضطرابات في نظام عمل الأنزيمات ونظام عمل الخلايا مما يؤدي إلى ظهور الشيب.
3- هناك إشارة قرآنية إلى عملية تحول الشعر الملون إلى شعر أبيض مع تقدم السن وارتباطه بضعف في خلايا الجسد بعد أن كانت نشطة قوية، يقول تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54]. والحقيقة العلمية تقول بأن تقدم العمر يؤدي إلى ضعف العمليات الحيوية داخل الخلايا، وبالتالي يقل إفراز المواد الصبغية، ويبدأ الشعر يأخذ اللون الأبيض، لأن الخلايا لم تعد قادرة على إنتاج الصبغة اللازمة لتلوين الشعر، أي هناك ضعف يؤدي إلى الشيب. وهذه الآية من آيات الإعجاز العلمي حيث تشير إلى دورة الحياة، فكفاءة الجسم البشري ليست ثابتة بل تتغير مع تقدم العمر، وهذا ما وجده العلماء حديثاً. | |
|