علامات الاسم

للاسم علامات يتميز بها عن قسيميه الفعل والحرف،وأهم تلك العلامات هي:
1- الجر: والمراد به:" الكسرة التي يحدثها عامل الجر أو نائبه في آخر الكلمة "،سواء كان العامل حرفا أو إضافة أو تبعية.وقد اجتمعت هذه العوامل كلها في البسملة.
فـ"اسم":مجرور بالحرف.و"الله":مجرور بالإضافة.و"الرحمن الرحيم":مجرور على التبعية .وليس المراد حرف الجر،لأنه قد يدخل في اللفظ على ما ليس باسم،نحو:"عَجِبْتُ مِنْ أَنْ قُمْتَ"[1].
وحروف الجر هي:
1-مِنْ:ومن معانيها الابتداء،نحو قوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ﴾ [الإسراء:1].
2-إِلَى:ومن معانيها انتهاء الغاية،زمانا،نحو: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ﴾ [ البقرة:187] ،أو مكانا،نحو: ﴿ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى ﴾،أو غيرهما،نحو: ﴿ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ ﴾ [ النمل:33] ، أي منتهاه إليك. 3-عَنْ:ومن معانيها المجاوزة،نحو: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ [النور:63]،أي يجاوزونه ويبعدون عنه.
4-عَلَى:ومن معانيها الاستعلاء،نحو قولِه تعالى: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون :22]5-فِي:ومن معانيها الظرفية مكانا أو زمانا،نحو قولِه تعالى: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ [ الروم :2-4].
6-رُبَّ:ومن معانيها التقليل،نحو:"رب رجل كريم لاقيته".
7-البَاءُ:ومن معانيها الإلصاق،نحو قولِه تعالى: ﴿ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ ﴾ [ المائدة: 6]،أي ألصقوا المسح بوجوهكم.
8-الكَافُ:ومن معانيها التشبيه،نحو قولِه تعالى: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ [النور،الآية:35].
9-اللاَّمُ:ومن معانيها الاستحقاق،وهي الواقعة بين معنى وذات،نحو قوله تعالى : ﴿ الحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ .حروف القسم،وهي:
10-الوَاوُ:وهي لا تدخل إلا على الاسم الظاهر،نحو قولِه تعالى: ﴿ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ﴾ [ الأنعام:23 ]،وقوله تعالى: ﴿ وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ﴾ [ الطور: 1-2 ].
11-البَاءُ:وهي لا تختص بلفظ دون لفظ،بل تدخل على الاسم الظاهر نحو:"بالله لأجتهدن"،وعلى الضمير،نحو:"بك لأضربن الكسول".
12-التاَّءُ:وتدخل على لفظ الجلالة فقط،نحو قولِه تعالى: ﴿ وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴾ [ الأنبياء :57 ].
وقيل إنها قد تدخل على غيره،وقد قيل:"ترب الكعبة"،أي ورب الكعبة.
2-التنوين:وهو لغة:التصويت،يقال:نون الطائر في البستان ؛ إذا صوت فيه.أما في الاصطلاح فهو:"نون زائدة ساكنة تتبع آخر الاسم لفظا وتفارقه خطا لغير توكيد".فخرج بقيد الزائدة: النون الأصلية.
وخرج بقيد السكون:النون في نحو :"ضَيْفَنِ" للطفيلي،و"رعشنِ" للمرتعش.
وخرج بقيد "آخر":النون في نحو :"انكسر،منكسر".
وخرج بقيد "لفظا لا خطا":النون اللاحقة لآخر القوافي.وذلك :تنوين الترنم:وهو اللاحق للقوافي المطلقة،أي التي آخرها حرف مد.كقول جرير:
أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلُ وَالْعِتَابَنْ وَقُولِي إِنْ أَصَبْتُ لَقَـدْ أَصَابَنْ
الأصل :"العتابا" و"أصابا"،فجيء بالتنوين بدلا من الألف للترنم.
وزاد آخرون:التنوين الغالي،وهو اللاحق للقوافي المقيدة ،أي التي يكون حرف رويها ساكنا ليس حرف مد،زيادة على الوزن،نحو قوله:قَالَتْ بَنَاتُ الْعَمِّ يَا سَلْمَى وَإِِننْ كَانَ فَقِيراً مُعْدِماً قـَالَتْ:وَإِنَنْ
وخرج بقيد :"لغير توكيد":نون نحو: ﴿لَنَسْفَعاً ﴾[العلق،الآية:15].فإن النون هنا نون التوكيد،ورسمت بالألف لوقوعها بعد فتحة.
والتنوين أربعة أنواع:
1-تنوين التمكين:ويسمى أيضا:تنوين الصرف،وتنوين الأمكنية،وهو الذي يلحق أغلب الأسماء المعربة التي لم تشبه الحرف فتبنى،ولا الفعل فتمنع من الصرف،سواء كانت معرفة أو نكرة ،نحو:"زيدٌ " و"رجلٌ "وهذا النوع أقوى أنواع التنوين في الدلالة على الاسمية،وهو المقصود عند الإطلاق.
2-تنوين التنكير:اللاحق للأسماء المبنية،فرقا بين نكرتها ومعرفتها،فما نون منها كان نكرة،وما لم ينون كان معرفة،ولهذا يسمى بتنوين التنكير.قال بعضهم:
وَاحْكُمْ بِتَنْوِينِ الَّذِي يُنَوَّنُ مِـنْهَا وَتَعْرِيفُ سِوَاهُ بَيِّنُ
مثلا: كلمة (سيبويه) تطلق على رجل نحوي معروف عند اللُّغَويين وغيرهم ، أما إذا قلت (سيبويهٍ) بالتنوين في آخره ، فإنه لا يُقْصَدُ به ذاك الرجل بل كل من كان عارفاً بالنحو.
3-تنوين المقابلة:اللاحق لجمع المؤنث السالم والملحق به،نحو:"مسلماتٌ- مؤمناتٌ...."
4-تنوين العوض:وهو ثلاثة أقسام:عوض عن جملة:اللاحق لـنحو:"إذ" من ((حينئذ ))،نحو قوله تعالى: ﴿ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴾ [ الواقعة : 84 ]،والأصل فيها-والله تعالى أعلم- :" وأنتم حينئذْ بلغت الروح الحلقوم تنظرون"
.عوض عن كلمة:اللاحق لكل أو بعض ،نحو قوله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء:84]،إذ الأصل فيها-والله تعالى أعلم- :"قل كلُّ واحد يعمل على شاكلته " .
عوض عن حرف:اللاحق بنحو "جوار" ،نحو:"مررت بجوارٍ"،والأصل فيها:"مررت بجوارِي"، فحذفت الياء ، واستُعِيض عنها بالتنوين لذا سُمِّيَت بـ "تنوين العوض " .وهذه الأنواع الأربعة مختصة بالاسم.
3-دخول أل:نحو: ﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا ﴾ [ النمل:89].فالحسنة اسم لدخول " أل " عليها .ويشترط أن لا تكون " أل " موصولية،فإنها قد تدخل على الفعل المضارع،نحو قول الشاعر:
مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُّرَضَّى حُكُومَتُهُ وَلاَ الأَصِيلُ وَلاَ ذِي الرَّأْيِّ وَالجَـدَلِ
فهنا دخلت "أل" الموصولة على الفعل المضارع "ترضى"، ودخولها على الفعل في هذا البيت دليل على أنها ليست علامة على اسمية ما تدخل عليه.
4-النداء:والمراد به كون الكلمة مناداة،نحو قولِه تعالى: ﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم،الآية:12].قـ ( يحيى ) اسم، لكونه منادى.وليس المراد دخول حرف النداء،لأن (يا ) تدخل في اللفظ على ما ليس باسم ،نحو قولِه تعالى : ﴿ يَا لَيْتَ قَوْمِي ﴾ [ يس،الآية:26] [2].فهنا دخل حرف النداء ( يا ) على ( ليت ) ، مع أنها ليست باسم.
5-الإسناد إليه:أي أن تنسب إليه ما تحصل به الفائدة،نحو : ﴿ وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى ﴾[ يس: 20 ].فـ ( رَجُلٌ ) : اسم لإسناد المجيء إليه.وهذه العلامة من أهم وأضبط وأخص علامات الاسم.وإلى هذه العلامات أشار الإمام ابن مالك رحمه الله في ألفيته،حيث قال:
بِالجَرِّ وَالتَّنْوِينِ وَالنِّدَا وَأَلْ وَمُسْنَدٍ لِلاِسْمِ تَمْييِزٌ حَصَلْ